اوضح سياسيون مطلعون، بحسب "​الاخبار​"، إن ​حزب الله​ ممتعض من أداء وزير الخارجية ​جبران باسيل​، فيما يحاول أن يؤدي دوراً "بطولياً" لإنقاذ ​الحكومة​ ويقدم اقتراحات متتالية لحل المشكلة العالقة. في رأي هؤلاء، ممن لا يراهنون على كسر الحلقة التي تربط الطرفين، ويستندون الى مواقف شخصيات من الحزب، أن مردّ الامتعاض أمران الاول ان وزير الخارجية يحاول منذ بداية أزمة "سنّة ​8 آذار​" ان يرمي كرة تعطيل الحكومة في ملعب حزب الله، وهذا ليس تفصيلاً، لأنه أسهم في الإضاءة على دور الحزب الذي كان يصرّ على حصر المشكلة مع النواب الستة الذين يدعمهم، الامر الذي جعل الكلام عن عقدة سنية ـــ شيعية لاول مرة منذ شهور طويلة علنياً، مصحوباً بعودة التوترات الى الواجهة.

واوضحت ان الامر الثاني أن باسيل أسهم في تعزيز موقف الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ الذي كان متأرجحاً من رفض تمثيل سنة 8 آذار بالمطلق وبين القبول بهم شرط ألا يكونوا من حصته. وهو وإن تشبث بموقفه الرافض بعد اعلان حزب الله صراحة رفضه تقديم أسماء وزرائه ما لم يمثل حلفاؤه السنّة، إلا أن تصرف ​رئيس الجمهورية​ ومن ثم باسيل المتشدّد، في موضوع تمثيل هؤلاء، جعل الحريري يعود الى المربع الاول، ورفضه تمثيلهم بالمطلق. هذا الامر يتحمل مسؤوليته وزير الخارجية، الذي كان في إمكانه تلقف موقف عون وعدم الذهاب به بعيداً ما دام مكلفاً منه بإدارة المفاوضات حول الحكومة، والعمل مع الرئيس المكلف على إيجاد مخرج من دون أي ضجة مفتعلة لا مبرر لها.