لفت رئيس الجمهورية الأسبق ​ميشال سليمان​ إلى أنّ "​إعلان بعبدا​ وُضع على ​طاولة الحوار​ في حزيران 2012 عند اندلاع الأحداث في ​سوريا​ وانخراط بعض ال​لبنان​يين فيها، وهناك بعض الشبان من ​طرابلس​ ذهبوا إلى سوريا وانضمّوا إلى المعارضة، وقد جاء السلاح إلى بعض المجموعات، وكذلك كان هناك من الجانب الآخر الشريك في الوطن، من ذهب وحارب في ​القصير​ و​السيدة زينب​ بحجج متنوّعة، والمشكلة أنّ الجيش عندها قد وقع في ورطة، أنّه يريد وقف المسلحين فاشتبك مع الأهالي، وفي مناطق أخرى كالبقاع لم تكن لدينا الإمكانية لوقف التسرّب إلى الداخل السوري".

وركّز على أنّ "الجميع شعر أنّ الحالة قد تنفجر، وأنّه بات من الضروري ضبط الوضع وأن نكلّف جميعنا الجيش للضرب بيد من حديد على كلّ معتد وكلّ محاولة من الشمال أو من الشرق لإرباك هذه المناطق، لذلك تمّ وضع إعلان بعبدا الّذي تضمّن في أهمّ بنوده أهميّة تطبيق ​اتفاق الطائف​ و​القرار 1701​ ودعم القوات المسلحة، تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية ومنع إنعكاساتها السلبية على لبنان، ضبط الحدود بين سوريا ولبنان، عدم السماح بمرور الأسلحة عبر الجهتين ومنع إقامة مناطق فاصلة، وضرورة مناقشة الإستراتيجية الدفاعية في الجلسات المقبلة لطاولة الحوار".

وتناول سليمان "طبيعة جلسات الحوار الّتي ترأسها رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ وسط التحركات الدولية لدعم إعلان بعبدا، إضافة إلى ما يتعلّق ب​القضية الفلسطينية​، وصولًا إلى الإستراتيجية الدفاعية الّتي تمّ التوصّل إليها، واستئناف جلسات الحوار في عهده".

ونوّه إلى أنّ "للأسف، لقد توقّف انعقاد جلسات الحوار حينذاك ولم يتسنّ لنا مناقشة هذا التصوّر، وذلك عقب توقيف ​ميشال سماحة​ في 8 آب، وقد عقدنا جلسة حوار في ​بيت الدين​ في آب 2012، وفي 20 أيلول 2012 تقدّمت بتصوّري عن الاستراتيجية في حين لم يتقدّم أحد من المشاركين بأيّ تصوّر، وفي 19 تشرين الأول اغتيل رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن، وقد عمّ الغضب الشديد الشارع اللبناني ولم يعد أمام ​14 آذار​ المجال للتحاور مع الجهة الأخرى، وأعلنت مطالب عديدة منها إقالة الحكومة، وقد توقّف الحوار إلى عام 2014 وقد سارعت ​الأمم المتحدة​ إلى تأسيس، بالإتفاق مع رئيس الجمهورية، ​مجموعة الدعم الدولية للبنان​، وتضم الدول الخمس إضافة إلى الأمم المتحدة و​الجامعة العربية​ وألمانيا وإيطاليا اللتين كانتا تدعمان ​الجيش اللبناني​ بالعتاد".

كما أشار سليمان إلى "الدعم المادي للبنان من قبل ​السعودية​ في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، الّذي استمرّ مع الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز حيث أعلن في حينه الملك عبد الله عن تبرّع السعودية بمبلغ 3 مليارات دولار لدعم الصندوق الّذي أسّسته مجموعة الدعم الدولية لصالح لبنان".

وأوضح أنّ "في أواخر عهدي قمت بجمع طاولة الحوار من جديد، وقد حضر الجميع باستثناء "​حزب الله​" وحلفائه، وأشهد أنّ بري قد حافظ على حضوره، لكنّ "الحزب" وبدءا من عام 2013 كان قد بدأ بإعلان معارضته لإعلان بعبدا وقال آنذاك إنّه لا يساوي الحبر الذي كتب به و(بللوه وإشربو زومو)".

وجدّد دعوته كما جاء في الإستراتيجية الدفاعية إلى "تعزيز القدرات العسكرية لتمكينها من وضع مخطّط للدفاع عن لبنان، وخلال فترة إنتقالية لا تتجاوز السنة، أن تستعمل قدرات المقاومة لصالح الجيش عندما يريد وتحت إمرته بأمر من رئيس الجمهورية"، لافتًا إلى أنّ "هذا الأمر قد تمّ رفضه أثناء وضع الإستراتيجية الدفاعية"،مبيّنًا "أنّهم لا يريدون أبدًا ربط ​سلاح المقاومة​ بأي استراتيجية دفاعية، وهذا كان نقطة الخلاف".