أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ هناك سوء تدبير من قبل الدولة اللبنانية في موضوع ما حصل في بلدة ​الجاهلية​، مشيراً إلى أنّ هناك دماً، والدم ثقيل وليس فقط غالياً، متقدّماً بالعزاء إلى الوزير السابق وئام وهاب وعائلة أبو ذياب وأهالي الجاهلية بالمصاب الكبير الذي ألمّ بهم إثر وفاة المرحوم محمد أبو ذياب.

وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "بالمباشر" أداره الإعلامي رواد ضاهر، تساءل أبو فاضل عن سبب إحالة مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود الإخبار الذي قدّمهم المحامون في "تيار المستقبل" ضدّ وهاب إلى شعبة المعلومات تحديداً، لافتاً إلى أنّ إحالتها إلى فرع المعلومات أوحت بأنّ هناك مشكلة بدأت.

وأكد أبو فاضل أنّه ضدّ ما حصل بالمُطلق، موضحاً أنّ لبنان بلد مبنيّ على التسويات، "ولا يمكن أن نتصرف كما تمّ التصرف مع الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مع العلم أنّ الأخير ليس قديساً"، متسائلاً "ماذا كان حصل لو أنّ حزب الله أقفل الطريق بالعودة أمام عناصر المعلومات؟"

فرع المعلومات منحاز

ودعا أبو فاضل إلى "انتظار التحقيقات القضائية في قضية مقتل محمد أبو ذياب"، مشيراً إلى أنّ السؤال الأساسي يبقى عن سبب إحالة القضية إلى فرع المعلومات، لافتاً إلى أنّ الفرع لديه إنجازات هائلة وتقنية عالية ومشهود له، ولكن يسجّل عليه انحيازه إلى جهة سياسية معيّنة.

ولفت إلى أنّ القضية ضدّ وهاب، ولو كان رئيس الحكومة المكلف خلفها، هي محصورة بالقدح والذمّ وبالتالي لا تزال ضمن الكلام، ولم تكن تستحقّ كل ما حصل، متحدثاً عن وجود غطاء ضد وهاب من جانب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ومن رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط.

الإجراءات القانونية لم تُستنفَد

وقال أبو فاضل إنّ المسّ بالأعراض بالشكل الظاهر الذي حصل شنج الأمور وأوصلها إلى ما وصلت إليه، لافتاً إلى أنّ المقصود من تحرك فرع المعلومات كان إحضار الوزير السابق وئام وهاب وليس تبليغه فقط، ولكون ذلك حصل يوم السبت، فالمقصود كان توقيفه على الأقل يومي العطلة بانتظار بتّ ملفّه مطلع الأسبوع.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ الإجراءات القانونية لم تُستنفَد، وتمّ الانتقال فوراً من التبليغ إلى نيّة إحضار الوزير السابق وئام وهاب، وكأنّه تمّ القبض عليه متلبّساً بالجرم، مشدّداً على أنّ ما حصل كبير، ويدفع إلى التساؤل مجدّداً عن سبب إحالة القضية إلى فرع المعلومات، وليس إلى أيّ جهاز آخر، أو حتى إلى محكمة المطبوعات، باعتبار أنّ القضية هي قضية قدح وذم.

التبليغات لا تتمّ بهذا الشكل

وأشار أبو فاضل في سياق متصل، إلى أنّ التبليغات لا تتمّ بهذا الشكل في لبنان، رافضاً في الوقت نفسه القول إنّ العناصر الأمنية اقتحموا البلدة، معتبراً أنّ مدّعي عام التمييز كان بإمكانه إصدار مذكرات بقدر ما يشاء من دون أن يقول له أحد ذلك.

وشدّد أبو فاضل على أنّ الأمر ينمّ عن "سوء تقدير" بالدرجة الأولى، لافتاً إلى أنّ الأمور كان يمكن أن تكون أسوأ إذا ما حصلت مواجهة مباشرة، ولولا تدخل الجيش لحصلت مجزرة ربما كما يقول الوزير السابق وئام وهاب.

ولاحظ أبو فاضل أنّ وهاب لم يتناول رئيس شعبة المعلومات العقيد خالد حمود بكلمة منذ حصول ما حصل لوجود صداقة بينهما، لافتاً إلى أنّه يصوّب فقط على المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، إضافة إلى رئيس الحكومة سعد الحريري ومدّعي عام التمييز القاضي سمير حمود.

حزب الله يسعى إلى تنفيس الاحتقان

ورفض أبو فاضل قول النائب ميشال معوض إنّ الأزمة في لبنان مشكلة نظام وليست مشكلة كيان، مشدّداً على أنّ هناك مشكلة كيان ومشكلة نظام ومشكلة قانون بعد اتفاق الطائف وما أفرزه على الداخل اللبناني، لافتاً إلى أنّ البلد طائفي وتركيبته كذلك، مشيراً إلى أنّ هناك مناطق بصبغة طائفية معينة عند السنّة والشيعة والدروز لا يستطيع الجيش والقوى الأمنية الدخول إليها، وهو ما نرفضه، متمسّكين بمنطق الدولة خصوصاً في ظلّ العهد القوي بقيادة الرئيس العماد ميشال عون.

ولفت أبو فاضل رداً على سؤال عن موقف حزب الله من أحداث الجاهلية، إلى أنّ الأمور تتّجه إلى التهدئة، مشيراً إلى أنّ الحزب لا يريد افتعال معركة، وسيسعى إلى تنفيس الاحتقان وتهدئة الأمور، نافياً في الوقت نفسه أن يكون بوارد التخلي عن حليفه الوزير السابق وئام وهاب في هذه المعركة.

حزب الله يمون على وهاب

وشدّد أبو فاضل على أنّ هذا الموضوع ليس أولوية عند حزب الله، والأولوية لديه تبقى توزير سنّي من "اللقاء التشاوري" في الحكومة، معرباً عن اعتقاده بأنّ الأمور ستهدأ بتحرك حزب الله الذي يستطيع أن يمون على وهاب أن يمثل بعد فترة أمام مدعي عام التمييز للاستماع إلى إفادته.

وأكد أبو فاضل رداً على سؤال، أنّ الذهاب إلى القضاء يضع حداً لما حصل، مرجّحاً أن يذهب الوزير السابق وئام وهاب إلى القضاء بعد انتهاء التعازي بمحمد أبو ذياب، مشيراً إلى أنّ لا علاقة لحزب الله بهجوم وهاب على الرئيس سعد الحريري ومحيطه.

ونفى أبو فاضل أن يكون حزب الله موافقاً عليه بأيّ شكل من الأشكال، ولافتاً إلى أنّ الهجوم أصلاً ليس بجديد، بل هو قائم منذ فترة بوجه الحريري وبعض مستشاريه، على خلفية اتهامات بالفساد والرشوة وغير ذلك.

لا رسائل سورية خلف مواقف وهاب

وجزم أبو فاضل بأنّ حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه سيعمل على التهدئة وليس من مصلحته الذهاب إلى مشاكل، نافياً في الوقت نفسه أن يكون هناك رسالة سورية كذلك الأمر خلف هجوم وهاب سواء إلى الرئيس سعد الحريري أو إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أو ما حصل في بلدة الجاهلية، مقلّلاً من شأن ما قيل في هذا السياق.

ورفض أبو فاضل المقارنة بين قضية الوزير السابق ميشال سماحة وما حصل مع الوزير السابق وئام وهاب، مشدّداً على أنّ المقارنة بين القضيتين لا تصحّ إطلاقاً، مؤكداً أنّ قضية وهاب محصورة بالكلام، وهو اعتذر عن كلامه، وحصل ما حصل من دعسة ناقصة في الجاهلية إلى غير ذلك، نافياً وجود أي رسائل خارجية خلف الأمر.

الحكومة تتطلب تنازلاً

وفي الملف الحكومي، جدد أبو فاضل القول إنّه لا نتيجة إذا بقي الرئيس سعد الحريري على موقفه، وإذا بقي نواب اللقاء التشاوري على موقفهم، مشيراً إلى أنّ الوزير جبران باسيل يطرح بعض الأفكار في سبيل تحقيق شيء ما، مشكّكاً بقدرته على إقناع الأطراف المتنازعة بأي فكرة. واستبعد إمكان تشكيل الحكومة بسهولة، مشيراً إلى أنّ الأمر يتطلب تنازلاً، خصوصاً من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن مقعد سنّي.

وتساءل أبو فاضل رداً على سؤال، عن الخطر الذي يشكّله حصول رئيس الجمهورية ميشال عون على الثلث المعطل أو الضامن في الحكومة، مشدّداً على أنّ الرئيس عون لن يكون ضدّ أحد ولن يؤذي أحداً، وهذا معروف وواضح بأدائه منذ عامين. واعتبر أنّ الأمور غير سهلة، ولذلك عملية الحكومة لا تزال معقدة كثيراً، مشيراً إلى أنّ حزب الله لم يطلب موعداً للقاء الرئيس والأخير لم يتصل بهم لأنّ المواقف معروفة.

لعبة شد حبال يدفع ثمنها المواطن

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ لقاء الحريري مع نواب "اللقاء التشاوري" الستّة لا يفيد إذا بقي الأطراف على مواقفهم، معتبراً أنّنا اليوم ضمن لعبة شدّ حبال يدفع ثمنها المواطن اللبناني في ظلّ هذه الدولة المهترئة. واستبعد رداً على سؤال، إمكان أن يؤدي التوتر الأمني الذي حصل في الجاهلية إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أنّ الأمرين منفصلان ولا يمكن ربطهما بأيّ شكل، كما أنّ الأمور متجهة إلى التهدئة، والوزير وهاب يدرك أنّه لا يستطيع المضيّ قدماً وحده في المواجهة.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ المشكلة في الحكومة ليست سنية شيعية بقدر ما هي مشكلة على الثلث الضامن، مشيراً إلى أنّ فريق 8 آذار لا يريد أن يكون الثلث الضامن مع رئيس الجمهورية على ما يبدو بدليل تصريح النائب جهاد الصمد على هذا الصعيد. واستبعد أن يصدر كلام من هذا النوع عن حزب الله بطبيعة الحال، خصوصاً أنّه يُعتبر حليفاً تكتيكياً واستراتيجياً.

الرئيس القوي يضبط الشارع

وجدّد أبو فاضل القول إنّ من أبرموا اتفاق الطائف لا يريدون أن يكون رئيس الجمهورية قوياً، بعدما انتزعوا منه كلّ صلاحيّاته، معتبراً أنّ ما حصل في الطائف لا يحصل في أي مكان، مستهجناً كيف أنّ رئيس الجمهورية يترأس جلسات مجلس الوزراء إذا حضرها، من دون أن يكون له الحقّ في التصويت فقط.

وشدّد أبو فاضل على أنّ الرئيس القوي هو الوحيد الذي يستطيع أن يضبط الشارع، والذي يطلب اجتماع مجلس الدفاع الأعلى، متسائلاً عمّا إذا كان البعض يريد رئيساً قوياً يضرب حزب الله أو سوريا، لافتاً إلى أنّ سوريا الأسد تشكّل ضمانة للبنان.

ونفى أبو فاضل وجود خلاف بين السوريين والتيار الوطني الحر ووزير الخارجية جبران باسيل، كاشفاً عن لقاءات واتصالات ومراسلات بالجملة بين الأخير ونظيره السوري وليد المعلم.