لفتت أوساط بارزة في "​8 آذار​"، في حديث إلى صحيفة "الراي" الكويتية، إلى أنّ "رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ كان أكثر مَيلًا لحلّ عقدة ​تشكيل الحكومة​ عبر توزير ممثّل عن النواب السنّة الموالين لـ"​حزب الله​" من حصّته، إلّا أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ ما زال يعاند بانتقاله من شجرة إلى شجرة في محاولة للاحتفاظ بالثلث المعطل لاعتبارات تتّصل بالمعركة الرئاسية".

ورأت أنّ ""حزب الله" الّذي لا يضيره تحويل المعركة في اتجاه رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة ​سعد الحريري​ وحشره وإضعافه، لن تخدعه التعمية على "القفل والمفتاح" في مشكلة الحكومة المتمثّلة في إصرار فريق الرئيس عون على الاحتفاظ بالثلث المعطل، وهو الأمر الّذي يرفضه "الحزب" قبل سواه".

وركّزت الأوساط على أنّ "في حال المضيّ بالسيناريوات الّتي يراد منها إحراج الحريري لإخراجه، فإنّ الأمر سيكون فرصة ثمينة لـ"حزب الله" لتحقيق هدفٍ مزدوج هو الإتيان بشخصية من "8 آذار" ل​رئاسة الحكومة​، ورسم خط أحمر أمام إمكان تَجاوُز حصة فريق رئيس الجمهورية في أي حكومة ثلاثينية الـ10 وزراء".

وأوضحت أنّ "هذا التشدّد الّذي يبديه "حزب الله" يعود إلى أزمة ثقة متراكمة مع باسيل، بدءًا من ​الإنتخابات النيابية​ وصولًا إلى محاولة الأخير "أخذ مسافة" مع الحزب مراعاةً لاعتبارات خارجية (غربية وعربية) يحرص عليها باسيل لأسباب تتّصل بطموحه الرئاسي"، معربةً عن اعتقادها أنّ "أقصر الطرق للخروج من المأزق يكمن في تنازل مثلث الضلع... يتنازل الحريري عن رفضه توزير ممثّل عن النواب السنّة، يتنازل "حزب الله" عن اشتراط توزير أحدهم والقبول بشخصية تنوب عنهم، ويتنازل الرئيس عون عن المقعد السنّي من حصته".