الميلاد​ فعل محبة الهية... وتجسد لاجل خلاصنا المجد الله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرّة.

الله محبة ومن يحب هو مولود من الله.

الميلاد فعل محبة الهية، هو هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد عن العالم.

احب الله ​الانسان​ فخلقه، لكن الانسان خان محبة الله له وشاء أن يكون الها مثل الله، ناسياً معطوبيته وزواله وكسرته Sa fragilité et sa finitude et sa brisure ، ومضى في طريق خطيئته ولم يسمع صوت الله الذي ناداه للعودة اليه بصوت مرسليه ورسله وانبيائه ورائيه ومطلقي صوته الصارخ في العالم آدم آدم أين أنت.

لولا التجسد لما كان الميلاد والصمت والموت والقيامة، لذلك أتى ابن الله متجسدا مولودا من عذراء متحملا العذابات والالام والموت، قائماً من القبر عائداً صاعداً الى السماء حتى يعيد الانسان الى الله ويخلصّه من الخطيئة ويفتديه بدمه الثمين. فلولا التجسّد والميلاد والموت والقيامة لما كان الخلاص، فلاهوت العذاب والالام والموت والقيامة مرتبط بحقيقة تجسد ابن الله، فلولا التجسد لما كان الفداء والخلاص. فالتجسد والميلاد والفداء والخلاص مرتبطان ترابطا عملياً.

يسوع إله كامل وانسان كامل

هذه هي حقا جدليّة التيولوجيا والانتربولوجيا والكريستولوجيا Theologia-Antropologia-Christologia لان ​يسوع المسيح​ هو انسان كامل واله كامل مولود من الاب قبل كل الدهور، ميلاده خفيا يسمو العقول. هو السلام الذي توسط بين العلو والعمق وقد أتى ليفتدي ويخلص العالم ويصالح الانسان مع الله. ويلقي السلام والفرح بين الناس وينزع من القلوب الاحقاد والضغينة والكره والبغض.

الميلاد ليس زينة وملابس ومآكل

لنستعد حقيقة لاستقباله ولا نكتفي بالمظاهر والملابس ​الجديدة​ والمآكل الفاخرة والزينة المنورة والمغارة الجميلة. نفهم ونفرح بهذا السرّ الخلاصي الذي فيه صار الله جسداً دون أن ينتقص كما لاهوته. فصار لنا عنوان رحمة الله ومحبته، هو الذي لا بداية له ولا نهاية، القدير العظيم ولد فقيرا ولف بالاقمطة كسائر أطفال البشر. ما هذا السر العظيم الذي لا يدركه العقل سر محبة الله لنا نحن الضعفاء الزائلين المعطوبين كإناء مكسور بسبب خطيئتنا.

التجسد هو سر عظيم

وكما يقول القديس مكسيموس المعترف (662) "نعم ان تجسد الله هو سر عظيم ويبقى سرا... كيف يمكن الكلمة أن يكون جوهرا في الجسد هو الذي كله في الاب بفعل كيانه وجوهره؟. كيف امكن الله، وهو بكامل طبيعته الله أن يصير إنساناً بحسب طبيعة البشر؟ بغير أن يتنكر لهذه أو تلك من الطبيعتين الالهية التي فيها هو اله، ولا البشرية التي فيها هو انسان؟!.

الايمان هو اساس كل ما يفوق الادراك بتحدّي التعبير. فالايمان وحده يمكنه أن يسبر غور هذا السر".

لمسنا النور بايدينا

"هو الذي كان في البدء الذي رأيناه بعيوننا، الذي تأملناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة...ان الله نور وليس فيه ظلمة البتة..." (رسالة القديس يوحنا الاولى 1/1- 10+1/2-2).

هل انا صنج يطن وجرس يرن؟

اذا لم تكن فيّ ​المحبة​ فأنا صنج يطن أو جرس يرن والميلاد لم يتجسد فيَّ رحمة وحنانا وتواضعا وخدمة وعطاءً.

اذا كنت في ظلمة والبغض يسكن قلبي فانا لست في الميلاد، لانني ذئب شرس يريد الانتقام مجترًّا الكراهية والحقد والحسد. اذا لم أسرع وأطعم الجياع واسقي العطاش وأكسو العراة فانا لست في الميلاد. لن يزهر الميلاد في قلبي اذا عشت في الجفاء والكذب والكبرياء وقساوة القلب: يسوع آت ليقول لي جَسِّد فيكَ ما أنا فيه من الحب والكرم والعطاء.