كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "الحياة" أن "المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​ اجتمع مرتين إلى رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال ​جبران باسيل​، وأن الاجتماع الثاني الذي تسرب إلى وسائل الإعلام، كان قبل 3 أيام في منزل باسيل في منطقة ​اللقلوق​ السياحية التي يمضي فيها الأخير عطلته"، موضحةً أن "هذا الاجتماع استمر أكثر من 5 ساعات تناولا خلالها كل جوانب التأزم الأخير منذ فشل اقتراح تسمية المرشح جواد عدرة لتبوء المنصب الوزاري من حصة ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ نتيجة الخلاف مع "​اللقاء التشاوري​" ومعه "​حزب الله​" ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، مع فريق رئيس الجمهورية على تموضع عدرة في خانة الأخير أم أنه سيمثل "اللقاء التشاوري" وينسق معه في كافة المواضيع المطروحة على ​مجلس الوزراء​ وهو الخلاف الذي أدى إلى سحب إسم عدرة من قبل "التشاوري" لرفضه التزام إصرار الأخير عليه أن يمثله حصراً".

كما اعتبرت أنه "من غير المنطقي التطرق إلى مخارج وأفكار جديدة لأزمة تمثيل النواب ​السنة​ الستة حلفاء "حزب الله" من أجل من دون البحث في العمق في تداعيات الخلاف الذي ظهر إلى العلن بين "حزب الله" وبين "التيار الوطني الحر" بعد تضامن الحزب مع رفض "التشاوري" توجه باسيل بأن يلتزم عدرا كتلة عون والتيار الوزاري، فالرئيس عون لم يخف امتعاضه من موقف الحزب حين تحدث عن محاولة البعض خلق أعراف جديدة في تأليف الحكومات"، باعتباره موجه إلى "حزب الله"، وما رافق ذلك من انزلاق في السجال إلى منحى تصعيدي بين مناصري الفريقين على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي توجته محطة "أو تي في" التلفزيونية الناطقة باسم "التيار الحر" بطرح السؤال لولا ميشال عون، أين كانت الوحدة الوطنية، يوم تكتل كثيرون في الداخل ضد ​المقاومة​، فكان تفاهم السادس من شباط، ثم الموقف المشرف إبان ​حرب تموز​؟".

وأشارت إلى "إنها المرة الأولى التي يصدر عن "التيار الوطني الحر" موقف من هذا النوع يوحي فيه بأنه لولا تحالف عون معه لكان وضعه مختلف في البلد، وأنه لكان موقعه في المعادلة غير ما هو عليه الآن من قوة واستمرارية" ورأت أن "ظهور تباينات في محطات سابقة بين الجانبين لم يتسبب بموقف شبيه من قبل فريق عون حيال الحزب".

ولفتت إلى أنه "يصعب بالتالي البحث في مخرج من عقدة تمثيل حلفاء الحزب من دون السعي إلى ترميم ما تركه الخلاف من أضرار في التحالف، فالعلاقة بين الجانبين تحتاج إلى مراجعة نقاط الخلاف في ما يخص ال​سياسة​ الداخلية، إذا كان كل منهما يصر على استمرار توافقهما على القضايا الاستراتيجية وعنواني المقاومة والعلاقة مع ​سوريا​".

وأكدت مصادر مطلعة على العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" أن "اتصال التهنئة ب​عيد الميلاد​ من قبل الأمين العام للحزب ​السيد حسن نصر الله​ بالرئيس عون، فتح بابا لتواصل قيادة الحزب عبر مسؤول الارتباط والتنسيق ​وفيق صفا​، مع قيادة "التيار الحر"، مشيرةً إلى أن "استئناف مدير عام ​الامن العام​ اللواء عباس ابراهيم جهوده، جاء بعد مبادرة الفريقين إلى الطلب من أنصارهما وقف تبادل الحملات، بحيث يتاح البحث عن المخارج الحكومية".

وأضافت: "لا أفق للصراع بين الحليفين وبالتالي لهما مصلحة في وضع حد لتبادل رمي المسؤولية عما وصل إليه التباين في شأن تأليف ​الحكومة​، لأن هناك إمكانية لإيجاد الحلول وللبلد مصلحة في ذلك، فالحزب لم يخف انزعاجه من رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ويتهمه بأنه وراء التخريب على المخرج الذي اعتمد بتوزير عدرا، حين أصر على أن يكون في كتلته الوزارية، ولا يلتزم توجهات الحلفاء في "اللقاء التشاوري".