عبّر الوزير السابق ​شكيب قرطباوي​ عن أسفه الشديد لسعي فرقاء لبنانيين للاطاحة بالقمّة العربيّة الاقتصاديّة التي انعقدت في بيروت، لافتا الى ان انعقادها مهم معنويا لا ماديا، لكن المحزن أن يكون هناك من وصلت به الخلافات لحدّ العمل ضدّ المصلحة الوطنية العليا. وقال:" الدول التي ارتأت عدم التمثّل برؤسائها بالنهاية تقوم بما تقتضيه مصالحها الخاصة، لكن ما لا نفهمه بالسيّاسة وغير السياسيّة هو موقف بعض اللبنانيين الذي عملوا على افشال القمّة وعدم انعقادها".

واستهجن قرطباوي في حديث لـ"النشرة" ربط بعض المحتجّين على القمّة موقفهم بعدم دعوة ​سوريا​ اليها، لافتا الى ان ليس لبنان من علّق عضوية سوريا في الجامعة العربيّة وليس هو من وجّه الدعوات للقمة، فالموقف اللبناني كان واضحا تماما وعبّر عنه وزير الخارجية (في حكومة تصريف الأعمال) ​جبران باسيل​.

وتطرق قرطباوي ل​ملف النازحين السوريين​ ولاعتراض الوزير ​معين المرعبي​ على موقف الوزير باسيل، فنبّه من خطورة عمل بعض اللبنانيين على ابقاء هؤلاء النازحين في لبنان، وقال: "الكثير منهم ولد هنا ولا يعرف بلده بعد، وكلما طال أمد بقائهم هنا، كلما زادت صعوبة عودتهم لأنهم يكونوا قد تأقلموا على العيش في لبنان، وهذا مضرّ لنا ولهم في آن". وتساءل، "ألهذا المستوى وصلت الأمور ببعض السياسيين ان يستخدموا هذا الملفّ في الاقتتال السيّاسي الداخلي الأمر الّذي سيؤدي للقضاء على لبنان؟ الا يُدرك هؤلاء انعكاسات أزمة النزوح على ​الوضع الاقتصادي​ وعلى معدلات الهجرة والبطالة؟ نفهم أن يسعى الأجانب لابقاء النازحين هنا لأنّه قد يكون من مصلحتهم خراب المنطقة، والتي لبنان وسوريا جزء منها، لكن ما لا نفهمه أن ينفّذ لبنانيون أجندة مماثلة ويسعوا لابقاء مليون ونصف نازح سوري لدينا. هذا موقف غير مفهوم وغير مقبول على الاطلاق".

وشدد قرطباوي على ان الموقف اللبناني واضح من ملف النازحين ويقول بوجوب عودتهم الآمنة الى بلدهم لأنّ ربط الموضوع بالحلّ السياسي قد يستلزم 20 أو 30 سنة، ألم يتعلم البعض من تجربة اللجوء ال​فلسطين​ي؟ ما حصل في هذا الملف شكل خسارة كبيرة للبنان وفلسطين معا".

وردا على سؤال عن الملفّ الحكومي، أشار قرطباوي الى أن "أحدا لا يتوهم أن ​تشكيل الحكومة​ غدا سيؤدي الى أعجوبة تحل كل مشاكل البلد المتراكمة، لكن اللبنانيين ملّوا شدّ الحبال المتواصل منذ 9 اشهر ويريدون أن تبصر الحكومة النور لوضع حد لكل القيل والقال". وأضاف: "اذا كان الفرقاء السياسيّون تعنيهم حقيقة المصلحة اللبنانية العليا، فالحريّ بهم سدّ آذانهم ولو لمرة واحدة، فيمتنعوا عن الاصغاء للخارج وينصرفوا لتشكيل الحكومة بعيدا عن املاءات ايّ من الدول، عندها فقط نكون على الطريق الصحيح لانقاذ لبنان".