تترقب الأوساط المحلية كما تلك الاقليمية والدولية بكثير من الاهتمام ما سيقوله الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ في اطلالته المرتقبة يوم السبت المقبل بعد نحو 3 اشهر من الغياب، شهدت الكثير من المستجدات سواء على الصعيد الداخلي او على صعيد المنطقة.

وبحسب المعلومات فان نصرالله الذي تقصد طوال الفترة الماضية انتهاج ​سياسة​ الصمت مراعاة للوضع الداخلي الهشّ، اعتبر انه لم يعد بإمكانه الاستمرار بهذه ​السياسة​ خاصة في التعامل مع الملفّات الطارئة سواء المرتبطة بالشأن الاسرائيلي والوضع على الحدود أو تلك المتعلقة بالسياسة الأميركيّة التي تتحول مع مرور الايام الى أشد عدائيّة بوجه ​ايران​ وحزب الله.

وتشير مصادر في ​قوى 8 آذار​ مطلعة على موقف الحزب الى ان نصرالله لم يعد يستطيع السكوت عن تحويل رئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ الحدود والأجواء ال​لبنان​ية الى حقل انتخابي لمعركته الداخلية، باعتبار انه نجح الى حد بعيد باستخدام هذه الملفّات لتحصيل مكاسب انتخابية مقابل كم الانتكاسات والخسائر التي تحاصره في الداخل الاسرائيلي والمرتبطة بشكل خاص بتهم ​الفساد​ التي تطاله وزوجته. وان كان نصرالله قد قرر وضع النقاط على الحروف وسحب هذه الورقة الرابحة من يدي نتانياهو الا أن ذلك لا يعني، بحسب المصادر، انه سيقدّم له بالمقابل اي أجوبة شافية مرتبطة بموضوع الأنفاق، لافتة الى ان الحزب لطالما انتهج سياسة الغموض وعدم اعطاء الأجوبة المجانيّة حين يتعلق الأمر بقدراته العسكريّة والدفاعيّة. وتضيف المصادر: "هو سيشدد على حق لبنان وحزب الله على تحصين قدراتهما الدفاعية من دون أن يكشف أوراقه في هذا المجال".

وستشكل السياسة الأميركيّة تجاه المنطقة والتي تبلورت أكثر من أي وقت مضى في الاشهر القليلة الماضية، محطة اساسية خلال اطلالة نصرالله، فهو سيقدّم تفسيرا واضحا لقرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ الانسحاب من ​سوريا​ وسيحدّد كيفية تعامل محور ​المقاومة​ مع هذا التطور الاستراتيجي، أضف أنه، وفقا للمصادر، سيرد على الهجوم الاميركي المتواصل والذي تشتد حدّته بوجه ايران وحزب الله، والذي عبّر عنه بوضوح وزير الخارجية الاميركي ​مايك بومبيو​ خلال زيارته الأخيرة الى المنطقة كما مساعد وزير ​الخارجية الأميركية​ للشؤون السياسية ​ديفيد هيل​.

واذا كانت مقاربة نصرالله لكل القضايا السابق ذكرها محدّدة منذ فترة وواضحة تماما، فان الكثير من التروّي يطبع مقاربته للقضايا المحليّة وأبرزها الملفّ الحكومي وموضوع القمّة الاقتصاديّة والعلاقة مع سوريا، كونه يُدرك ان مواقفه من هذه الملفات من شأنها ان تتوج كل الجهود المبذولة لاخراج البلد من دوامة المراوحة والفراغ او تطيح بها جميعها. والأرجح، وفقا للمصادر، ان يحاول نصرالله عبور حقل ​الألغام​ بالحدّ الأدنى من الخسائر من خلال التأكيد على الثوابت والمواقف السابقة للحزب، سواء من خلال تجديد تمسكه بتمثيل "​اللقاء التشاوري​" من دون مواربة واحترام نتائج ​الانتخابات​ النيابيّة او من خلال دفعه باتجاه استعادة العلاقات المميزة مع سوريا في أسرع وقت ممكن.

وبانتظار سلسلة المواقف والرسائل التي سيحملها نصرالله، يبدو واضحا ان كل ما يحصل من حركة داخليّة لتجاوز العقد الحكوميّة لا يزال يتم على قاعدة "حركة بلا بركة"، وهو ما يصر ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ على التصدّي له مطلع الأسبوع المقبل بعد اتّضاح مجمل المشهد الداخلي مع اطلالة أمين عام حزب الله.