أشار وزير الدولة لشؤون النازحين في ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ ​معين المرعبي​ الى أنه "لا يُمكن توقّع بروز إشارات أكثر من التي صدرت من خلال كلام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، والتي ليست مزحة، إذ إنها تصدر عن وزير خارجية فرنسا التي هي إحدى الدول الكبرى في ​العالم​، والأقرب الى مشاكل الإقليم لدينا، في شكل عام".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "كلّ الأوروبيّين استشعروا خطر أزمات اللّجوء منذ مدّة طويلة، وهذا الملف هو أحد النقاط التي تقضّ المضاجع الأوروبية في شكل عام، ولا سيّما أن الأوروبيّين يعرفون تمام المعرفة أن مخطّط ​النظام السوري​ و​إيران​ و"​حزب الله​" ليس إعادة اللّاجئين الى ​سوريا​ بل تهجيرهم باتّجاه ​أوروبا​ أو الى أي مكان آخر خارج الإقليم".

ولفت الى أنه "من المؤكد أن الرئيس السوري ​بشار الأسد​ و"حزب الله" وإيران لم يهجّروهم من أجل وضعهم في لبنان، بل كان الهدف رمي النار ودفع اللّاجئين الى الإضطّرار للذهاب في وجهة أخرى. وانطلاقاً من كل ذلك، لا يُمكن التعامل مع ما يحصل في هذا الملف، ولا مع التصريحات الفرنسية أيضاً، على سبيل الصدفة أو البساطة أو الإستخفاف".

ورداً على سؤال حول إمكانية أن تكون فرنسا ركّزت على "حزب الله" وإيران في لهجتها التصعيدية، ووضعت يدها على ملف الحرب الإسرائيلية وطالبت إسرائيل بعدم شنّها في الوقت الحالي انطلاقاً من أن أي حرب في المنطقة ستؤدي الى موجات لجوء إسرائيلية أيضاً الى أوروبا، ومن ضمنها فرنسا، لفت المرعبي الى أن "الإسرائيليون لن يتهجّروا كما باقي الشعوب في الإقليم. فأوروبا والولايات المتحدة تدعمان إسرائيل، فيما لا أحد يدعمنا نحن كدول عربية في المنطقة. فنحن نتصارع مع النظام الإيراني، ونعيش مفاعيل المشروع الروسي المشبوه وغير الواضح في المنطقة أيضاً، فضلاً عن تلقّي مفاعيل المخططات الأميركية. ولكن، لا أعتقد أن الأوروبيّين يخافون فعلياً من أي موجات لجوء إسرائيلية، حتى ولو اندلعتت أي حرب في المنطقة".

وأكد أنه"إذا اندلعت أي حرب، سنرى حتماً حاملات الطائرات وكل الغرب والروس يقفون الى جانب إسرائيل ليدافع عنها ضد المحور الإيراني - السوري. لبنان دُمّر في حرب عام 2006 وكانت إيران تتفرّج علينا. فنحن نُستَخدَم وقوداً، لا أكثر ولا أقلّ".

واعتبر المرعبي أن "أكثر ما يقضّ مضاجع الأوروبيّين في الوقت الحالي هو النيران التي تشتعل في الحديقة الشرق أوسطية الأمامية لبلدانهم، وهي منطقتنا تحديداً، ولا يُمكنهم أن يغضّوا النظر عن هذا الموضوع ليس حباً بالمنطقة ولكن خوفاً على بلادهم. ولذلك، لا أحد يأتي ليكلّمنا بحقوق الإنسان والديمقراطية لأن كلّ ما نراه هو عبارة عن مصالح دول تتحكّم بقراراتها وأفعالها".