إعتبر بطريرك أنطاكيا والاسكندرية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ​يوسف العبسي​ أن "انعقاد المؤتمر ​العالم​ي للأخوة الانسانية في ​أبو ظبي​ مهم جدا، لثلاثة أسباب"، مشيرا الى ان "السبب الاول هو في البلد الداعي الى هذا المؤتمر العالمي، بلد الامارات الذي عرف منذ تأسيسه بالانفتاح على الناس أجمعين، وعلى كل الاتجاهات والثقافات و​الديانات​ والانتماءات. لذلك يكتسب انعقاد المؤتمر في هذا البلد أهمية كبرى في بلد معروف عالميا بالتسامح والواقع يشهد على ذلك، حيث أنه لا داعي لاثبات ذلك، فعندما تتجول في هذا البلد ترى ذلك بأم العين" والأهمية الثانية، هي في موضوع المؤتمر الذي يضفي بحد ذاته على هذا المؤتمر أهمية كبيرة، ألا وهي الأخوة والانسانية الشاملة في بلد الانفتاح"، لافتا الى ان "مؤتمر مثل هذا أراه طبيعيا يأتي نتيجة لما يعيشه هذا البلد من الأخوة، والتي يريد أن ينشرها في العالم أجمع، ويدعو الناس الى أن يعيشوها بكل عمق وقناعة، لأنه كما لاحظنا ظهرت في السنوات الأخيرة وفي هذه المنطقة بنوع خاص أي منطقة ​الشرق الاوسط​، بعض التيارات المنغلقة والمتطرفة والرافضة للآخر، ليأتي هذا المؤتمر ليدعوها مع كل الفئات الدينية الى التفكير والتروي في العمل والابتعاد عن العمل اللانساني والانخراط في الحوار بشكل ايجابي مع الناس اجمعين، بمعنى أن الانفتاح والتسامح يكون برضى الشخص الذي يريد أن يسامح بغض النظر عن الذي يسامحه".

وفي حديث صحافي راى العبسي أن "الأهمية الثالثة، فهي حضور هذا المستوى من المرجعيات والشخصيات العالمية وممثلي مراكز الحوار والابحاث في ​الاسلام​ و​المسيحية​ وغيرها من مختلف الاديان، ولا سيما قداسة ​البابا​ وفضيلة شيخ الازهر، وحضورنا ايضا ككنائس شرقية يحمل طابعا خاصا، اذ يرى أخوتنا ​المسلمون​ لا سيما في البلدان العربية أن هناك عربا مسيحيين وهذا أمر مهم جدا، لذلك عندما دعينا الى هذا اللقاء، لبينا الدعوة بكل طيبة خاطر لأننا بوجودنا هنا ضرورة وايجابية"، موضحا ان "​البابا فرنسيس​ ليس البابا الأول الذي يزور بلادا اسلامية، انما تأتي هذه الزيارة في سياق تلك الزيارات التي قام بها أسلافه، وتأتي خصوصا من مبادئه التي يدعو اليها وهي مبادىء الأخوة الانسانية ومحبة الناس أجمعين ولا سيما الفقراء والمهمشين. ويريد قداسته من ​المجتمع الدولي​، من الديانات كلها أن تهتم بالانسان كانسان، أن تهتم بالفقير والمستضعف في العالم أجمع، فالبابا يدعو في زياراته كلها الى الوحدة في الانسانية لكي ينهض بكل انسان ضعيف ولكي يساعد كل انسان محتاج في هذا العالم".