شدّد شيخ ​الأزهر​ ​أحمد الطيب​، في كلمة له خلال توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين الأزهر و​الفاتيكان​ لمحاربة التطرف، في ​أبو ظبي​، على أنّ "وثيقة الأخوة الإنسانية حدث تاريخي، وهي تطالب القادة بوقف نزيف الدماء ووقف الصراعات والفتن". ولفت إلى "أنّني خبرت حروبًا كثيرة بينها العدوان الثلاثي و​حرب 1967​، ونحن لم نتنفّس الصعداء من الحروب إلّا مع انتصار عام 1973".

وركّز على "أنّنا نواجه منذ التسعينيات حربًا جديدة عنوانها ​الإرهاب​، حيث يتمّ تصوير المسلمين في صورة برابرة متوحّشين"، مؤكّدًا أنّ "إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية في أبو ظبي تشجيع لجهود دولة ​الإمارات​ في نشر ثقافة التسامح والسلام، والثيقة نداء لضمير الإنسان الحي لنبذ العنف البغيض واحتقار التطرف الأعمى".

وأوضح الطيب أنّ "المسلمين دفعوا ثمنًا باهظًا في اعتداءات 11 أيلول"، منوّهًا إلى أنّ "الإعلام نجح في بثّ مشاعر الكراهية والخوف في نفوس الأجانب من العرب والمسلمين". وجزم أنّ "الأديان الإلهية بريئة كلّ البراءة من الإرهاب"، مبيّنًا أنّ "وثيقة الأخوة الإنسانية الّتي نحتفل بإطلاقها، لقيت ترحيبًا ودعمًا من ​البابا فرنسيس​، وذلك بعد حوارات عدّة تأملنا فيها سويًّا بمعاناة الناس جميعًا".

وأعلن أنّه "ما أدهشني هو أنّ هموم البابا فرنسيس وهمومي كانت متطابقة جدًّا، وكلّ منّا استشعر بالمسؤولية". ووجد أنّ "أزمة العالم هذه الأيام تتمثّل في غياب الضمير الإنساني والأخلاق الدينية، والدين بريء من التنظيمات الإرهابية"، مشيرًا إلى أنّ "​المسيحية​ احتضنت ​الإسلام​ عندما كان دينا وليدًا حديثًا، والمسيحيون جزء من دول ​الشرق الأوسط​ وليسوا أقليّات".

كما دعا المسلمين في الشرق الأوسط إلى "احتضان الطوائف المسيحية بالشرق الأوسط وحمايتها"، منوّهًا إلى أنّ "على المسلمين في المجتمعات الغربية احترام قوانين البلدان الّتي يعيشون فيها". وتوجّه إلى مسيحيي الشرق قائلًا: "أنتم مواطنون أصيلون وأرجوكم أن تتخلصوا من مصطلح الأقلية". كما توجّه إلى مسلمي الغرب بالقول: "احترموا القوانين فهي الكفيلة بحماية حقوقكم".