بمجرد تولي ​صالح الغريب​ وزارة الدولة لشؤون النازحين من حصة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، ذلك يعني أن التعاطي الرسمي مع هذا الملف الضاغط على لبنان سيختلف تماماً عمّا كان عليه في عهد الوزير ​معين المرعبي​، كل ذلك، مهما رفع المرعبي من سقف تصريحاته، ومهما هدد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق ​وليد جنبلاط​ دفاعاً عن ​النازحين السوريين​ وعن بقائهم في لبنان الى حين التوصل الى حل سياسي في سوريا. هذا ما تؤكده مصادر ​الحزب الديمقراطي اللبناني​ نقلاً عن الوزير الغريب، وهذا ما تجزمه أيضاً المصادر المطلعة على مواقف رئيس الجمهورية.

في هذا السياق، تكشف المصادر المواكبة لهذا الملف أن المرحلة المقبلة، ستكون فيها الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات كي يشهد ملف عودة النازحين التطورات المطلوبة، وبسرعة تفوق أضعاف أضعاف تلك التي كانت قائمة سابقاً. ومن هذه الإحتمالات، زيارة الوزير صالح الغريب الى سوريا وتنسيقه على أعلى المستويات مع السلطات هناك لتسريع عودة النازحين الى المناطق الآمنة، لكن أي موعد للوزير الغريب في دمشق، لم يُحدّد بعد ولن يُحَدَّد قبل حصول الحكومة على الثقة من مجلس النواب الذي يلتئم مطلع الأسبوع المقبل لهذه الغاية.

المتابعون لهذا الملف، يكشفون أن زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين الى الأراضي السورية ستسبقها زيارة لرئيس الحزب الديمقراطي النائب ​طلال أرسلان​ على أن يمهّد الأخير لزيارة الغريب، الّتي تحظى من الآن بموافقة وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​، وبدعم كامل من الرئيس عون، كل ذلك، تقول المصادر المتابعة، من دون أن تكون المبادرة الروسية الهادفة الى إعادة النازحين الى سوريا بعيدة عن هذه الزيارة. ورداً على سؤال هل زيارة الغريب الى سوريا ستحظى بموافقة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ تجيب المصادر، "في المبدأ لا يمكن لرئيس الحكومة سعد لحريري منع الغريب من الزيارة وعقد إجتماعات مع مسؤولين هناك وهذا ما حصل مع وزراء سابقين في عهد الحكومة الماضية، أما عملياً، فحتى لو لم يعلن الحريري موافقته وتأييده لزيارة الغريب الى سوريا وذلك لإعتبارات سياسية تتلاقى مع موقفه من النظام السوري، فهو لن يمانع الزيارة كما أنه لن يفتح سجالاً سياسياً حولها لا على طاولة مجلس الوزراء ولا عبر المنابر الإعلامية، وهناك بين المتابعين من يقول أكثر من ذلك، ستحظى زيارة الغريب الى سوريا بتأييد ضمني من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري".

لأن تداعيات النزوح السوري إقتصادياً ومالياً باتت أكثر من كارثيّة على الخزينة والبنى التحتيّة والمجتمع اللبناني، ولأنّ الدول التي وعدت بمساعدة لبنان كونه إستقبل العدد الأكبر من النازحين السوريين كذبت ولم تنفّذ وعودها، ولأنّ سوريا بغالبيتها أصبحت آمنة، سيذهب صالح الغريب الى سوريا مدعوماً من رئيس الجمهورية والوزير باسيل و​حزب الله​ و​حركة أمل​ وآخرين، ولن تتعرض زيارته لهجوم سياسي مصدره السراي الحكومي.