وقهقه الشيطان بأعلى صوته وضحك كثيراً وقال انت ايضا تموت... تعال إني بانتظارك منذ زمن طويل... لتدخل إمارتي وتخضع لسيادتي لقد قضي عليك وفتح الموت فكّيه لينقض كالعادة على الطريدة ​الجديدة​ ويقضمها ويأخذها إلى جوفه.

لكن، يا للمفاجأة الكبرى التي ستغيّر وجه الإنسانية جمعاء ومجرى التاريخ بأكمله. إذ صرخ الموت قائلاً: من هذا؟ من الذي دخلني؟ لا، إنه ليس كغيره من سائر البشر... انا اشعر بالانهزام، انا لا استطيع التغلب عليه، انه أقوى مني بكثير.

وسطع نور ​الحياة​ وبدد ظلام الموت معلناً نشيد الظفر... أين غلبتك يا موت؟ أين شوكتك يا جحيم؟ لقد أتيتك متمسكناً لأخرج لك منتصراً. لقد انحل الموت لغير رجعة وبات رقاد وانتقال.

ما شهدناه على الارض ما كان الا القليل القليل مما كان يحدث في أعماق دركات الجحيم. نعم الأرض ارتجت والقبور تفتحت وقامت بعض أجساد القديسين ليدخلوا اورشاليم الأرضية. أما هناك، فالجميع صرخوا والأبرار ابتهلوا: لقد وصل فادينا. وها هو ​المسيح​ في وسطنا يقف على رأس الموت معلناً إشارة النصر فهلموا إلى أورشاليم السماوية.

نعم هذا هو إلهنا إله الأحياء وليس إله الأموات. إله الحياة الأبدية وليس إله الحياة الترابية. لقد قام المسيح وأقامنا معه. حمل بكلتي يديه البشرية الساقطة وأصعدها معه إلى السموات... طبعاً للذين يملكون الإرادة الصالحة.

يا لهذه العظمة الكبيرة، لقد تحولت أحزاننا إلى رجاء وتعزية وتحول فرحنا إلى طمأنينة وسلام. أمواتنا أحياء والراقدون ينتظرون القيامة العامة. لقد قام المسيح واستعاد الإنسان صورة الله التي أظلم فيه بالكبرياء والخطيئة.

قام المسيح وارتقى الإنسان السماوات ليكن شريك الطبيعة الإلهية. أسرعوا أيها السامعون وبشروا بالآتي: لقد انتصر مشتهى الأمم، والفردوس فتح لمن يشتهونه وانشق حجاب الهيكل ليعلم الجميع أن المسافات ألغيت بالمسيح يسوع الذي هو نفسه قدس الأقداس وبتنا جميعاً أحراراً به وليس من ميت إلا الذي لم يولد المسيح في قلبه ولم يقم بعد.