رأى النائب السابق ​فادي الأعور​ أن "المشهد الذي نراه في الجبل اليوم هو نتيجة لمجموعة من الصراعات السياسية التي نجدها في ​لبنان​ في شكل دائم، فيما لم تَقُم في البلد دولة ذات وجه مدني، تعتمد على القانون"، مشدداً على "اننا نعيش في بلد توافقي بين القوى السياسية التي تحتكر المناطق وتعتبرها لها، وهذا فيه خطر كبير على مجتمعنا كما على وحدة حياتنا كلبنانيين. ومن هذا المنطلق، نرى المشهد ضمن ​الطائفة الدرزية​ في ذروة خلافات أسبابها ​المحاصصة​".

وفي حديث لوكالة "​أخبار​ اليوم"، لفت الاعور إلى أن "​الدروز​، كشريحة لبنانية، ليسوا متخاصمين مع بعضهم البعض، ولكن الطبقة السياسية التي تتكلّم بإسمهم تظلمهم، لأنها لم تؤمّن لهم مقوّمات ​الحياة​ الكريمة. وعندما نقول الطبقة السياسية، فإننا نعني بها كلّ السياسيين في لبنان وليس على المستوى الدرزي فقط".

وأشار الأعور الى أن "أزمة هذا البلد أنه محكوم بمجموعة من الأفكار الطائفية التي تعرّضنا دائماً الى خلافات وحروب داخلية ولذلك، نحن نحتاج الى إصلاح عام للبلد، عبر نظام مدني يعتمد على القانون ودولة القانون"، لافتاً إلى أن "إذا ظلّت ​الطوائف​ تحتكر المناطق، وتُمارس سطوتها السياسية على حساب سلامة الناس والمواطنين، فهذا يعني أننا لسنا ضمن دولة، بل نحن نعيش عهد القطعان البشرية التي تقودها مجموعة من الإقطاعيات السياسية التي تستمدّ قوتها من الواقع الطائفي والمذهبي على الساحة اللبنانية ولهذا السبب، فإن أي مصالحة تقوم على أساس طائفي، هي محكومة بالفشل، لأنها تتعرّض الى اهتزاز مع تغيُّر الأحداث وحركتها".

وأضاف "سبب المشكلة التي نعيشها هو المحاصصة السياسية ولذلك، حان الوقت لكي نقول إن كل مواطن لبناني له الحق في العيش ضمن القانون المدني وبرعاية دولته، وليس برعاية الزعماء وهنا، نُعيد التأكيد أن لا خلافات بين الدروز، بل إن الخلاف هو موجود بين مكوّنات الطبقة السياسية التي تتكلّم بإسمهم لحساب مصالحها ومكاسبها وزعاماتها الخاصة، وليس لكي تؤمّن لهم ولعموم اللّبنانيين العيش الكريم".