لا يزال ​حزب الله​ يواكب عن كثب المستجدات على صعيد ملفّ حادثة الجبل، وان كان لا يدخل مباشرة على خط القنوات الناشطة سواء لحلّ أمني–قضائي يتولى صياغته مدير عام الأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​ او حلّ سياسي توكل رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ بايجاد الصيغ المناسبة له. فقيادة الحزب التي لم تتردد بالاعراب عن امتعاضها من الحادثة التي هدّدت الاستقرار الأمني والسياسي على حد سواء، ولم تتأخر بتوجيه رسالة سريعة، واضحة ومباشرة من خلال ايفاد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ​محمود قماطي​ الى دارة خلدة بعد ساعات مما حصل، لتأكيد موقفها المؤيد تماما لحليفها الدرزي النائب ​طلال ارسلان​، وهو ما تستمر بتأكيده اليوم وبدعم مطالبه وشروطه لاعتبارها انّ الضحايا الذي سقطوا هم بنهاية المطاف من صفوف الحزب "الديمقراطي اللبناني"، وايّ معالجة يجب ان تتمّ برضاه كي يكون لها انعكاسات حقيقية وفعلية على الأرض.

وتعتبر مصادر مطلعة على موقف الحزب أنه كلما كان الحل على المستوى القضائي سريعا كلكا نجحنا بمعالجة ذيول الحادثة، لافتة الى ان المسار الذي تسلكه الحلول منطقي ولذلك نرى أن الأمور تتجه الى االتهدئة رويدا رويدا.

وبالرغم من حجم الحادثة سواء بالشكل أو بالمضمون، الا ان المصادر تطمئن بأن كل صراعات النفوذ القائمة حاليا لا تزال باطار التسوية الكبرى التي تظلّل مسيرة البلد طوال عهد رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، لافتة الى ان لا خوف على التسوية ولا على الاستقرارين الأمني والسياسي باعتبار ان كل النزاعات الحالية قابلة للاحتواء.

ويبدو أن التلويح بتعطيل وتطيير الحكومة، ورقة يستخدمها بعض الفرقاء كورقة ضغط للسير بالتسويات المطروحة، من منطلق ان ايّا كانت التنازلات التي تتضمنها هذه التسويات فهي تبقى قابلة "للهضم"، مقارنة بالخسائر التي قد يمنى بها كثيرون في حال سقطت الحكومة ووجب تشكيل واحدة جديدة وفق أسس ومعايير قد لا تنسجم مع طرح حكومة الوحدة الوطنية.

وتعتبر المصادر أن الحكومة حاليا ليست بخطر، خاصة اذا أنتجت المعالجات المعتمدة الحلول المنشودة ما يؤدي للحفاظ على مسيرتها حتى انتهاء ولاية الرئيس عون، مشدّدة على حرص حزب الله الدائم على الاستقرارين الامني والسياسي مهما كانت التحديات.

أما الحديث عن تعليمات سوريّة لحلفاء دمشق في لبنان وعلى رأسهم حزب الله بـ"تحجيم جنبلاط وزيادة نفوذ أخصامه ​الدروز​"، فتضعه المصادر في خانة "الخيال الجنبلاطي"، مذكرة بأن زعيم المختارة لطالما كان يحظى بحماية ورعاية مميّزة من سوريا قبل أن ينقلب عليها. وتضيف المصادر: "نحن لم ولن نخفِ دعمنا لحلفائنا الدروز، سواء المير طلال ارسلان او ​وئام وهاب​ وقوى أخرى، واذا كان جنبلاط يعتبر ذلك موجها ضدّه وباطار محاولة لتحجيمه، فهذا شأنه"!.

ومن المنتظر ان يكون هذا الاسبوع حاسما على مستوى استيعاب حادثة الجبل، فعدم انعقاد الحكومة خلال الايام المقبلة سيعني انّ الازمة قد تكون مفتوحة، لذلك من المرتقب استنفار القوى السياسيّة في الساعات المقبلة للتصدي لسيناريو مماثل، تُجمع هذه القوى على وجوب تفاديه نظرا الى ان احدا لا يعرف كم سيطول وكيف سينتهي.