أكد وزير العدل ​ألبرت سرحان​ أنه "ليس لوزير العدل علاقة بعمل المحاكم خصوصا ان الدستور ال​لبنان​ي يضمن استقلالية السلطة القضائية، ف​القضاة​ في لبنان يقومون بأعمالهم باستقلالية تامة عن السلطة السياسية و​وزارة العدل​ تحرص على تأمين احتياجات المحاكم وإدارة هذا المرفق العام من دون التدخل مع القضاة او الضغط عليهم او توجيههم، وبالتالي نحن نسهر فقط على حسن قيامهم بأعمالهم، فالقاضي مسؤول تجاهنا على حسن سير العمل القضائي، وعند التجاوز او التقصير يحول الى أجهزة الرقابة المختصة. هذا هو دورنا فقط مع بقائهم تحت الرقابةالإدارية، الجميع مسؤول بدءا من الوزير وهناك جهات تحاسب من يخطئ".

وخلال استقباله وفدا من الطلاب المغتربين من أصول لبنانية يزور لبنان بدعوة وتنظيم من ​وزارة الخارجية والمغتربين​، في إطار مشروع "السياحة السياسية" في وزارة العدل، شدد سرحان على "ضرورة ترسيخ العلاقات القائمة بين جناحي لبنان المقيم والمغترب، وعلى استمرارية تواصل الإنتشار اللبناني مع الوطن الأم من خلال العودة الى الجذور التي تعمل على توطيدها وزارة الخارجية والمغتربين ووزيرها ​جبران باسيل​ الذي لا يألو جهدا في هذا السياق".

وتوجه الى الطلاب مؤكداً أنه "لقد أتيتم الى بلدكم الأم بمبادرة من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وهو أمر عهدناه من معاليه في إطار اهتماماته بالمغتربين الذين يطلق عليهم تسمية منتشرين لاعتباره أن اغترابهم امر موقت وليس دائما. هذه الزيارة التي تقومون بها قد تكون مؤشرا الى مدى ارتباطكم بوطنكم. وطنكم يحبكم والدليل وجود وزارة الخارجية والمغتربين والتي يسعى الوزير باسيل الى تغيير إسمها الى وزارة المنتشرين، ونريد منكم انتم ايضا ان تحبوا بلدكم، فهو بلد يستأهل المحبة رغم كل الصعوبات التي نعيشها".

ولفت الى أنه "غالبا ما يشبه لبنان بطائر الفينيق الذي يحترق لينبعث من الرماد أكثر إشراقا ونشاطا"، مشيراً الى أنه "من المؤكد انكم اطلعتم على أوضاعنا المالية والسياسية والاقتصادية، واليوم بعد جولتكم في ​قصر العدل​ ووزارة العدل تسنى لكم الاطلاع على الأوضاع القضائية ومنظومة عمل ​القضاء​ والمحاكم. وأكرر شكري لكل من واكبكم وأسهم في جعل هذه الزيارة مفيدة ومثمرة ومسلية في الوقت عينه، وبذلك تتحقق كل الأهداف المرسومة للزيارة".

وكانت بداية الجولة للطلاب في قاعة الخطا الضائعة انتقل بعدها الطلاب إلى قاعات المحاكم في قصر العدل حيث استمعوا من رئيس غرفة التمييز القاضي جوني القزي إلى شرح عن عمل المحاكم، مشيرا إلى أن "القضاء العدلي ينقسم إلى ثلاثة أجزاء القضاء العدلي، القضاء الاداري والقضاء المالي".

بعدها التقى الطلاب رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد في قاعة المجلس العدلي، الذي تحدث عن تاريخ القضاء اللبناني وواقع محكمة التمييز، منتقلا بعدها إلى شرح عن عمل المحاكم المدنية والجزائية، ومتطرقا إلى موضوع المحكمة العسكرية التي تعد محكمة متخصصة لناحية إنشاءها في شؤون الإرهاب وأمن الدولة وغيرها ولكنها تحتاج في نفس الوقت إلى بعض التطوير والتحديث.

بعد قاعة المجلس العدلي انتقل الطلاب إلى أرشيف قصر العدل حيث اطلعوا على الأعمال فيه. والمحطة التالية للطلاب كانت على النظارات الثلاث في قصر العدل والتي تجمع حوالي ثمانين موقوفا، واستمعوا إلى معاناة الموقوفين ومشاكلهم.