ناشد نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ العلامة الشيخ علي الخطيب في خطبة ​عيد الاضحى​ قادة وزعماء المسلمين ان "يتواصلوا ويتشاوروا ويتفاهموا لانتاج حلول سياسية تنهي نزيف الدم في ​اليمن​ وتعيد الامن والاستقرار الى شعبه المنهك بالحرب والتشريد والمهدد بالجوع والمرض والحصار، وعليهم تحمل مسؤولياتهم الاخلاقية في نصرة القضية ال​فلسطين​ية التي كانت ولا تزال قضية الامة الاولى التي تستدعي ان تنتصر لها الدول والشعوب الاسلامية"، معتبرا أنه "لا يجوز ان يضيع العرب و​المسلمون​ بوصلتهم عن نصرة فلسطين ويتلهوا بخلافات جانبية تدمر وحدتهم وترسخ الشرخ في ما بينهم، فيما تتوالى المؤمرات الاستعمارية على شعوب الامة لتنقل فصول اجرامها وارهابها من بلد الى اخر، فمن الحرب الكونية على ​سوريا​ الى حصار ​ايران​ وفرض ​عقوبات​ ظالمة عليها تكشف عن نكوث ​الادارة الاميركية بالعهود والمواثيق مروراً بالتدخلات الاستعمارية في شؤون الداخلية ، وصولا الى محاولة تصفية ​القضية الفلسطينية​ تحت عنوان ما يسمى بصفقة العصر"، مضيفا: "اننا نرى ان موقعنا الطبيعي كمؤمنين رساليين واعين لقضايا امتنا وشعوبنا ان نكون في محور الحق والخير والصلاح في مواجهة الباطل والظلم والشر الذي يتجسد بالمشروع الاسرائيلي الاميركي الذي يريد اخضاع شعوبنا واغراقها في الفوضى و​الفساد​ والنزاعات".

واكد الشيخ الخطيب اننا "مع نصرة فلسطين وشعبها و ندعم مقاومة ابنائها في نضالهم وجهادهم لتحرير ارضهم ولن نتخلى عن القدس عاصمة ابدية لدولة فلسطين المستقلة، ونرفض كل اشكال التوطين من منطلق ان فلسطين لاهلها ولايمكن حل قضيتها الا بعودة ​اللاجئين الفلسطينيين​ الى ديارهم، ومهما طالت هجرة الفلسطينيين عن ارضهم فانهم سيعودون اليها كما عاد ال​لبنان​يون الى ارضهم بعد دحر الاحتلال عنها بسواعد رجال ​المقاومة​ الذي رووا ارض لبنان بدمائهم التي اينعت تحريرا ونصرا قدمته المقاومة لكل الشرفاء في ​العالم​"، موجها "تحية لكل المقاومين الذين تصدوا وافشلوا المشروع الارهابي بوجهيه الاسرائيلي والتكفيري فكانوا اصحاب الفضل في تحرير الارض وحفظ امن شعوبنا العربية والاسلامية، ونخص بالتحية شهداء لبنان من شعب وجيش ومقاومة، ونشد على ايدي المجاهدين والمقاومين الذين يسيرون في طريق الحق باذلين اسمى التضحيات لحفظ اوطاننا وشعوبنا ودفع الاخطار عنهما".

وبارك الشيخ الخطيب المصالحة التي توجت برعاية ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ في ​القصر الجمهوري​ بجهود ومساعي رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، فهي تكشف ان اللبنانيين قادرون على انجاز مصالحات وتفاهمات تعيد الوئام في ما بينهم شريطة ان يتحاوروا ويضعوا مصلحة لبنان وشعبه فوق كل الاعتبارات"، آملا ان "يطوي اللبنانيون صفحة الاحداث المؤلمة التي شهدها لبنان مؤخرا ليفتحوا صفحة جديدة عنوانها المصالحة والمصارحة والعمل لتعزيز الاستقرار السياسي والنهوض ب​الاقتصاد​ الوطني وترسيخ العيش المشترك بالحوار والتعاون بما يعزز التضامن والانصهار الوطني بين مختلف القوى السياسية والمكونات الطائفية"، مشيرا الى أن " لبنان لا يستقر الا بتعاون بنيه والتزامهم مصلحة وطنهم التي تستدعي تفعيل مؤسسات ​الدولة​ واعتماد الشفافية في الحكم والتزام القوانين بمنأى عن المحاصصة والاستنسابية والمحسوبيات، ونحن ننحاز الى قضايا الناس في لبنان الذين انهكتهم ​​سياسة​​ الاهمال والتسويف واغراق البلد في الديون وفوائدها خدمة للفاسدين والمرتشين حتى بات اغلبية اللبنانيين يعانون الفقر والحاجة"، مطالبا "المسؤولين بان يتحسسوا الآم إخوانهم الفقراء الذين لا يجدون ما يسدون به رمق جوعهم ولا يملكون ثمن دواء يشفيهم، فتضع الحكومة معالجة الوضع المعيشي في صلب برنامج عملها وتنفذ ما التزمت به في بيانها الوزاري من وضع اولويات الناس في قراراتها وعمل وزاراتها".