لفت مصدر دبلوماسي غربي في بيروت، ان "الاسبوعين الماضيين، بما شهداه من أحداث وتطورات، كانا مصدر قلق كبير لبنانياً واقليمياً ودولياً، ولكن الوضع أصبح الآن اكثر استقراراً من ذي قبل، إلاّ أن القلق يبقى مستمراً في لبنان، خصوصاً أننا سمعنا انّ ​حزب الله​ لديه ​صواريخ​ دقيقة".

ونقات صحيفة "الجمهورية" عن المصدر الدبلوماسي الغربي قوله ان "الاحداث الأخيرة برهنت عن أنّ الوضع من الممكن ان يشتعل ويتطور بطريقة دراماتيكية، ويشكّل نوعاً من التحدّي للبنان والمنطقة، خصوصاً في ضوء الانتهاكات المستمرة لقرار ​مجلس الامن الدولي​ الرقم 1701، وفي ظل عدم احترام سلطة ​الدولة​ في لبنان".

ورأى ان "​الوضع الاقتصادي​ يشكّل هو الآخر مصدر قلق، ونعتقد انّ الجميع يدركون ذلك، وجميع الأفرقاء يؤكّدون اهمية هذا الموضوع وخطورته، وانّ ما حصل في الاسبوعين المنصرمين ليس مفيداً للوضع الاقتصادي وللثقة ب​الاقتصاد اللبناني​، لذا من الضروري ان تركّز الحكومة على تنفيذ مقررات سيدر والمشاريع التي يمكن أن تُنفذ في اطاره، ونحن نعمل مع شركائنا على مساعدتها في هذا الموضوع".

وأكّد المصدر، انّ "الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية يبقى فيه نوع من التوتر، لأنّ أي نوع من الحسابات الخاطئة يمكن أن يؤدي بنا الى مكان لا نريده. ونحن ندعم كل المحاولات الجارية للتخفيف من التوتر والتي قام بها عدد من الشركاء الدوليين الى جانب ​الحكومة اللبنانية​". وأضاف: "اذا نظرنا الى المنطقة عموماً، فإنّ مصير ​الاتفاق النووي​ مع ​ايران​ (والذي خرجت ​الولايات المتحدة الاميركية​ منه) هو ايضاً مصدر قلق، ونحن كأوروبيين نريد الإبقاء على هذا الاتفاق في مكانه، ونعمل بمقدار كبير في هذا الاتجاه، وقبل 10 سنوات لم يكن هذا الاتفاق موجوداً بيننا وبين ايران، وتوصّلنا اليه دلّ الى انّ هناك تقدماً ملحوظاً في هذا الملف".

وعن الهجوم الاسرائيلي الأخير بالطائرتين المسيّرتين على ​الضاحية الجنوبية​ لبيروت وما كان الهدف منه، قال: "لا نعرف ماذا كان الهدف من هذا الهجوم، ولكن يبقى انّ هناك مصدراً قلقاً جدياً، ويمكن ان يكون مثيراً للتوتر، وهو ​الاسلحة​ التي يمتلكها حزب الله، والتي تشكّل مصدر قلق لنا ولا تساعد لبنان في هذه المرحلة. إذ برهنت الاحداث انّ الوضع من الممكن أن يتأزّم سريعاً ولا يكون هناك قدرة على ضبطه، ما يدلّ الى عدم قدرة الدولة على بسط نفوذها وسلطتها. ولو هذا الصاروخ الذي اطلقه "حزب الله" كان اصاب أحداً أو قتل احداً لكان من الممكن أن نكون في سيناريو مختلف".