لفت العلامة السيّد ​علي فضل الله​، الى أن "موسم ​عاشوراء​، هو لنزداد وعياً ومسؤوليةً، ولنؤدي دورنا في ساحات هذه ​الحياة​، كي لا نكون على هامشها"، معتبراً "أنَّنا عندما نستعيد عاشوراء، فإنَّنا لا نستعيد هذا التاريخ لنهرب من واقعنا أو لنتغنى بالماضي، بل نستند إليه لصناعة الحاضر و​المستقبل​".

وفي كلمة له خلال المجلس العاشورائي الذي يُقام في حسينية عيسى ابن مريم في قرية زيتون الكسروانية، أكد فضل الله أن "عاشوراء كانت وما زالت تمثّل حدثاً تاريخياً وأخلاقياً وثورياً، فنحن نحييها لنعبّر عن عاطفتنا ومشاعرنا وأحاسيسنا تجاه الحسين وأهل بيته وأصحابه، ولنؤكّد رفضنا لمنطق الَّذين وقفوا مع يزيد، منطق الَّذين باعوا الضَّمائر من أجل شهواتهم ودنياهم أو طمعهم لأجل موقع هنا أو منصب هناك، ونعلن وقوفنا مع منطق المبادئ والرسالة والقيم والأخلاق والأهداف الكبيرة".

وأوضح أن "حركة الحسين وأهداف ثورته هي امتداد لحركة كلّ الأنبياء والرسل الَّذين نهلوا من معين واحد وجاؤوا لهدف واحد، هو خدمة الإنسان وعزته وكرامته"، مشيرا الى أن "هناك من يعمل لكي تتقوقع هذه الأديان في إطارها الضيّق والخاصّ، بحيث تفكّر كلّ جماعة بحجم جماعتها أو طائفتها أو مذهبها أو بحجم مصالحها الخاصَّة، بدلاً من أن يفكّر الجميع بحجم الوطن ومستقبل أبنائه".

ورأى أنه "ما دامت العقلية الفئوية والطائفية والمذهبية والمناطقية تسيطر على تفكيرنا، وتحركنا الانفعالات والعصبيات والغرائز، ويعيش كلّ مذهب أو طائفة في إطارهما الخاصّ، فلن نستطيع بناء وطن؛ وطن العدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان، بعيداً عن المصالح الشخصية والفئوية والحزبية"، متسائلاً: "هل سنصل إلى مرحلة يطالب فيها المسيحي بحقوق المسلمين وحاجاتهم، ويطالب المسلم ب​حقوق المسيحيين​ وحاجاتهم؟".