ذكرت مصادر وزارية مواكبة لاستقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ إنه "كان على وشك إعلان استقالته يوم الجمعة الماضي عندما هاجم مناصرون ل​حزب الله​ المتظاهرين في ساحتي الشهداء و​رياض الصلح​"، لافتاً إلى أن "نزول مسؤولين أمنيين في الحزب إلى الساحة، وسحب مناصريهم منها، أرجأ الاستقالة".

من جهتهم، قال زوار الحريري لـ"الشرق الأوسط": "منذ اليوم الأول، كان الحريري يعطي الأولوية للحل السياسي، ويرى أن المشكلة سياسية وحلها سياسي، ولهذا رفض أكثر من مرة دعوة ​مجلس الدفاع الأعلى​ للانعقاد"، لافتاً إلى أنه إثر انسداد الأفق السياسي، اندفع الحريري باتجاه "نقلة نوعية لمواكبة المرحلة"، وقال زواره نقلاً عنه: "يجب أن نتحضر لمرحلة جديدة، ولهذا هناك ضرورة لنقلة تحدث صدمة سياسية، وهذه لن تتم إلا بإعادة النظر بالوضع الحكومي حتى نوازن بين مصلحة الوطن وضرورة التجاوب مع وجع الناس، هؤلاء ثروة لبنان ويجب أن نحافظ عليها".

وكشف زواره أن الخطوة الأولى لدى الحريري تتمثل في الاستقالة، أما الخطوة الثانية فتقضي "بتشكيل حكومة مصغرة تتألف من اختصاصيين"، مشيرة إلى أن هناك "ضرورة للإسراع بالخطوة لأنه لا يجوز أن ننتظر، والشارع ذاهب نحو المواجهة، وإذا لم نتدخل فسيذهب الشارع إلى مواجهة"، لافتة إلى أن ​تشكيل الحكومة​ المصغرة "هو لقطع الطريق على الاشتباك السياسي" الذي يمكن أن تشهده البلاد خلال المفاوضات لتشكيل الحكومة.

وقال زوار الحريري: "الانتظار ليس من مصلحة البلد، وكان يقول إنه لن ينتظر سفك الدم كي يستقيل" في إشارة إلى التوترات والمواجهات في الشارع، التي شهدت الساحات أمس فصولها. ولفت الزوار إلى أنه "عندما تمت الضغوط على الحريري من أجل فتح الطرقات بالقوة، قرر قلب الطاولة، وكأنه يقول إن لا أحد يبتزني بقصة رئاسة الحكومة".