لا تزال الضبابية سيدة الموقف السياسي بعد الاستقالة المفاجئة لرئيس الحكومة ​سعد الحريري​ وفي خطوة غير متفاهم عليها مع الشركاء في ​التسوية الرئاسية​، وفق ما تؤكد اوساط رفيعة المستوى في تحالف ​حزب الله​ و​8 آذار​. وتؤكد الاوساط ان حزب الله بدأ ليل امس الاول حملة تشاور واسعة مع الحلفاء في ​الاكثرية​ النيابية حيث التقى وفد منه برئاسة الوزير ​محمود قماطي​ الحزب القومي والنائب ​عبد الرحيم مراد​ حتى ​الساعة​، ويستكمل الجولة في الايام الثلاثة المقبلة وسيلتقي مختلف القوى التي تُشكل الاكثرية النيابية المتحالفة مع ​المقاومة​ والعهد اليوم. وتقول الاوساط ان ابرز النقاط التي تم التركيز عليها حتى الساعة في المشاورات، هي البحث في اسباب الاستقالة ودراسة نتائجها وكيفية معالجة ذيولها بالاضافة الى دراسة كل الاحتمالات المتوقعة لما بعد الاستقالة. وتكشف الاوساط ان كل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وتتبناه بعض وسائل الاعلام والصحف والصالونات السياسية ومجموعات من الحراك الشعبي من تشكيلات حكومية واسماء وزراء ومرشحين لرئاسة الحكومة وشكل الحكومة ونوعها وعدد اعضائها، غير صحيحة وخيالية وليست الا من بنات افكار بعض الجهات المعروفة وهي تحاول التشويش على الاكثرية النيابية وتهدف الى زرع الشك والفتنة واثارة التساؤلات المشبوهة في اذهان الناس والشارع. وتجزم الاوساط ان لا تسمية مطلقاً لاي شخصية لتولي الحكومة ولم يطرح اي اسم على الاطلاق لا الرئيس الحريري ولا غيره كما لم يُحدد بعد لا شكل الحكومة ولا مضمونها ولا عددها ولا طبيعتها. وتشدد الاوساط على ان هناك مجلس نيابي وكتل مؤلفة له، وهناك ​انتخابات​ نيابية افرزت هذا المجلس، وهناك قوى وازنة ممثلة فيه، لذلك من الطبيعي ان تنطلق الاكثرية النيابية وحزب الله والرئيسين ​ميشال عون​ و​نبيه بري​ من مسلمة وثابتة اساسية وهي حكومة الوحدة الوطنية. لذلك كل القوى في البلد مطالبة ومدعوة لان تكون مشاركة في الانقاذ ولا استبعاد لاحد وهناك استعداد لدى فريق المقاومة و8 آذار للحوار مع اي مكون وطني في البلد وخصوصاً الذين همهم المحافظة على البلد واستقراره والعمل على خروجه من ازماته.

وتقول الاوساط ان بناءً على نتيجة المشاورات التي يجريها فريق الاكثرية النيابية وستوضع النتائج في عهدة الرئيس عون، سيدعو عون من الاثنين وصعوداً الى ​الاستشارات النيابية​ الملزمة لتكليف شخصية انقاذية وفي حكومة انقاذية، ومن دون الدخول في طبيعتها وشكلها وعددها وكل شيء مطروح للنقاش على الطاولة وهذا الوقت المتبقي 3 او 4 ايام ستعطي صورة واضحة عن توجهات الاطراف كافة وآراءهم.

وتقول الاوساط ان فريقنا لم يتحدث لا جهاراً ولا همساً بهوية رئيس الحكومة ولم يقل احد من قيادات فريقنا انه مع الحريري او ضده ولم يتطرق احد الى مسألة رئاسة الحكومة لا معه ولا

مع خصومه او الطامحين المعروفين. واللقاء الذي حصل بين الحريري وموفد الرئيس بري الوزير ​علي حسن خليل​ هو للتشاور والبحث في الامور المالية.

وتقول الاوساط في المقابل، ان الحريري يتصرف على اساس انه عائد الى رئاسة الحكومة وانه امر واقع ولا بديل عنه، رغم انه تخلى عن المشاركين معه في الحكومة والشركاء في وسط ازمة حادة وصعبة للغاية. وتؤكد الاوساط اننا نتعامل بحكمة مع الوضع القائم وهمنا انقاذ البلد ورغم اننا لم نهضم ما قام به انصار الحريري في الشارع وحجم ما حدث امس وامس الاول من صيدا الى العبدة، وهذه التحركات لا تخدم الحريري ولا الوضع القائم والتحريض في الشارع على العهد والمقاومة ومحاولة فرض امر واقع على الاكثرية بضرورة التعجيل بإعادة تكليف الحريري هو ابتزاز سياسي وامني غير مقبول. وتختم الاوساط ان الايام المقبلة ستحدد وجهة الامور، ولكن من المؤكد ان فريقنا سيتصرف بوعي وحكمة وسيُفوّت على الاميركيين والاسرائيليين المساعي لاحداث فتنة وحرب اهلية وجر المقاومة الى مستنقعات داخلية.