أكّد رئيس المجلس السياسي في "​حزب الله​" السيد ​ابراهيم أمين السيد​، أنّ "الأولويّة في تشكيل ​الحكومة​ عندنا هي حفظ ​لبنان​ وعدم ذهابه إلى الانهيار، ورؤيتنا أن نأتي بحكومة فيها من القدرة والقوّة والتماسك والمنعة، ما يجعلها قادرة على علاج الأزمات".

ودعا خلال رعايته حفل افتتاح أقسام العناية المركزة وغسيل الكلى وتفتيت الحصى في "مستشفى البتول" في ​الهرمل​، إلى أن "تتعاون كلّ الجهات السياسيّة مع بعضها من دون استبعاد أحد ولو كان خصمًا، لأنّ المرحلة الحاليّة ليست مرحلة خصومة، وأن تشكّل حكومة قوية قادرة على النهوض، تستطيع أن تمنع الإنهيار في البلد، وليس حكومة تصفية حسابات سياسيّة أو لإرضاء الخارج أو الحراك الموجود".

وشدّد السيد على "أنّنا نريد حكومة تستطيع أن تعالج، وليس حكومة يربح بها فلان أو يخسر فلان، تستطيع أن تنهض وتواجه وتضع برنامجًا من أجل علاج الأزمات في لبنان"، لافتًا إلى "إشارات دوليّة يجب أن نلتقطها، لها علاقة بوجود مساعدات خارجيّة من أجل عدم انهيار البلد، لكن الموجودين في الداخل لا يريدون ذلك". وبيّن أنّ "معلوماتنا تقول إنّ الأميركي ليس لديه مشكلة في دخول "حزب الله" إلى الحكومة، وهو ليس قادرًا على منعنا من ذلك، فماذا يريد بعض من في الداخل؟".

وركّز على أنّ "​المقاومة​ في لبنان، على مستوى الدور والقوة والمنعة، وعلى المستوى السياسي والشعبي، لا يستطيع أحد أن يمنعها من القيام بدورها في لبنان، ولا نقلق عليها من أي تهديدات ومؤامرات على وجودها وسلاحها ودورها وشعبها وبيئتها، إنّما نحن قلقون على آثار الأزمة المعيشيّة والاقتصاديّة على شعبنا، وعلى ضياع لبنان في المجهول، وما نقوم به من مبادرات واتصالات لا ينطلق من موقع القلق على المقاومة، وإنما من باب الحرص على لبنان و​الشعب اللبناني​".

وأشار إلى أنّ "أي ​حكومة تكنوقراط​ أو اختصاصيّين من دون السياسيّين، أو حكومة الأشهر الستة، هي حكومة محكومة بالفشل، والفكر الّذي يتحدّث عن حكومة من هذا النوع يأخذ البلد إلى الإنهيار"، سائلًا "من الّذي منعكم أن تأتوا بوزراء تكنوقراط سابقًا، أو تستعينوا بخبراء وأنتم موجودون في الحكومة؟". ونوّه إلى أنّه "لقد كان عندكم عدد من المستشارين الّذين يتقاضوف آلاف الدولارات، ليخطّطوا لكم كيف تسرقون البلد، لا كيف تنهضون به، والبعض جاء بمستشاريه في ​الفساد​ ليكونوا وزراء في الحكومة".

كما أعرب السيد عن أسفه لـ"استغلال الحراك في الصراع السياسي الداخلي وتصفية الحسابات السياسيّة، حتّى أصبح المستهدَف الأوّل من الحراك الحامي الأوّل له، ورموز الفساد على المستوى التاريخي في البلد انخرطوا بالحراك، وصار الواحد منهم يقوم بخطوة معينة فيهديها أو يبيعها للحراك"، مشدّدًا على أنّ "الأميركي يريد حرف الحراك من مطالب وطنيّة إلى مشروع سياسي بمواجهة الحلف الوطني".