شبّه دبلوماسيّ عريق، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، الوضع في ​لبنان​ بـ"طائرة أصابها خلل في الجوّ، وتحتاج إلى هبوط اضطراريّ، فيما يتلهّى طيّاروها بتقاذف المسؤوليّة عن أسباب الخلل، ويمتنعون عن قيادة الطائرة وإنقاذ ركابها". وكشف أنّ "ممثّلي الدول الخمس الكبرى، اجتمعوا في ​نيويورك​ للبحث في المستجدات اللبنانية، ولم تكن الأمور واضحة بالنسبة إليهم، باستثناء نقطتين أساسيّتين هما: عدم ​تشكيل الحكومة​، والتدهور إلى أين يمكن أن يصل".

وعن تأجيل الاجتماع الأميركي- الفرنسي- البريطاني في شأن لبنان هذا الأسبوع، أكّد أنّ "السبب هو عدم وجود حكومة في لبنان، ولا بدّ من تأليف حكومة ومعرفة شكلها وأهدافها وبرنامجها قبل البدء بالبحث عن مساعدة لبنان". ولا يخفي خوفه و"قلق ​المجتمع الدولي​ ممّا آلت اليه الأوضاع في لبنان، وطريقة تعامل السياسيين اللبنانيين مع الازمة الخطرة دون أيّ مراعاة لعامل الوقت والحاجة الماسّة لإجراءات تنفيذية لإنقاذ التدهور الاقتصادي".

وشدّد على نقاط عدّة شكّلت "رسائل أُبلغت إلى كلّ المراجع والقيادات السياسيّة اللبنانيّة، وأبرزها:

1- ضرورة الإسراع في تأليف حكومة لمواجهة المخاطر، وعدم الرهان على أنّ الوقت لم ينفد بعد.

2- لا يتوقّف المجتمع الدولي عند شكل الحكومة، "تكنوقراط" أو "تكنو- سياسيّة"، لأنّ هذا الأمر هو شأن لبناني.

3- لا يضع المجتمع الدولي أيّ "فيتو" على مشاركة أيّ فريق لبناني في الحكومة، سواء أكان "​حزب الله​" أم غيره، وإن كان الأميركيون يُسَرّون بعدم مشاركته فيها.

4- لا ينصح المجتمع الدولي بالمغامرة في تأليف حكومة من لون واحد لأنّ الناس لن تقبل بها، كما أنّ شركاء لبنان الدوليّين لن يقدّموا أيّ مساعدة لها، وبالتالي ستجد نفسها عاجزة أمام تحدّ اقتصاديّ وماليّ خطر.

5- المجتمع الدولي جاهز لمساعدة لبنان، لكنّه يحتاج إلى شريك (حكومة) ذات مصداقيّة للتعاون معه.

6- لا تتجاهلوا الناس ومطالبهم في الشارع، ولا تأتوا بأسماء تستفزّهم ولا تستعملوا القوّة في مواجهتهم، لأنّ لبنان ليس العراق. وفي المقابل لا يجب إقفال الطرق لأنّها تساهم في الانهيار.

7- لن تكون الحكومة مثاليّة، ولكن يجب أن يقبلها الناس والمجتمع الدولي، وأيّ حكومة ستؤلّف سيكون هناك من يعترض عليها وإن بنسب متفاوتة.

وشدّد الدبلوماسي على أنّ "هناك مؤشرات إيجابيّة، لكن لا يمكن البناء عليها قبل تأليف الحكومة الّتي تتبادل القوى والأحزاب السياسية المناورة في موضوع المشاركة فيها، وتحاول الحفاظ على مواقعها ومكتسباتها ونفوذها". وأكّد "استمرار الدعم الدولي للجيش اللبناني"، مبديًا أسفه بالقول: "لديكم سياسيّون أذكياء ولكن ليس لديكم رجال دولة".