عبّر عضو كتلة "التنمية والتحرير" ​محمد خواجة​ عن قلقه من مستوى التصعيد الخطير الذي تتجه اليه الأمور في المنطقة، مشيرا الى أن العمل الأمني الاميركي يشكل حدثا خطيرا ومنعطفا هاما للواقع الإقليمي ككل، ولن يكون حدثا محدودا، معتبرا أنه لا يمكن تحديد مستوى الرد الآن، إنما الامور ستكون مفتوحة خصوصا ان مروحة الردود واسعة جدا.

وفي حديث لـ"النشرة لفت خواجة الى أنّ "ما جرى في ​العراق​ من استهداف عسكري أميركي لموكب الشخصيّات العراقية والإيرانيّة يشكّل ضربة قوية للمحور المقاوم، اذ نتج عنه اغتيال الشخصيّة العسكريّة الابرز في إيران، إضافة لاغتيال مجموعة من قادة ​الحشد الشعبي​، وبالتالي لن تمرّ الضربة مرور الكرام وسيكون لها تداعيات، من المبكر الحديث عن حدودها".

ورأى خواجة أن الهجوميدل على أن الإدارة الاميركية اتخذت قرار المواجهة بعد أن كانت سياسة رئيس ​الولايات المتحدة الأميركية​ ​دونالد ترامب​ تتأرجح ما بين التفاوض الساخن بوجه إيران والحلفاء، وما بين التصعيد المباشر، مشيرا الى أن الخطوة الأخيرة كانت باتجاه التصعيد وإقفال الحديث حاليا عما كان يُحكى عن بدايات تفاوض عبر وساطات متنوعة بين إيران وأميركا.

وأشار خواجة الى ان رأيين كانا يُبحثان في أروقة الإدارة الاميركية، أحدهما يقول بإبقاء الوضع على ما هو عليه، والثاني، والذي يشكل ترامب أحد أعمدته، يقول بأن الرئيس الأميركي الذي يطمح لولاية رئاسية ثانية يجب أن يذهب الى الانتخابات وبيده ورقة قوية جدا هي دعم اللوبي الصهيوني له، لذلك أراد ترامب من هذه العملية القول أنه "الأقوى" والأقدر على تنفيذ ما تريده اسرائيل، اذ لا يكتفي بالدعم السياسي عبر اعلان القدس عاصمة اسرائيل والدفع باتجاه تصفية ​القضية الفلسطينية​، بل أيضا بالدعم العسكري عبر اغتيال أحد أبرز قادة ​المقاومة​ في المنطقة.

واذ لفت الى أن الإدارة الاميركية على ما يبدو لا تعتقد أن الرد سيكون مزلزلا بل موضعيا، أشار الى أن عملية الاغتيال فتحت الأمور في المنطقة على مرحلة جديدة من الصراعات، والردّ قد يكون منوعًا ما بين عمل عسكري وقرارات سياسية تُسقط الشرعية عن الوجود الأميركي في العراق.

وشدّد خواجة على أن ما يجري في المنطقة يجب أن يكون محفزّا للبنانيين ل​تشكيل الحكومة​ امس قبل اليوم وبلا أي تأخير، لأنّه قد يسبب إعادة تموضع لحلفاء اميركا في لبنان، الذين لا يخفون أصلا حلفهم معها، وبالتالي هناك ضرورة لإعلان ولادة الحكومة بشكل عاجل.

واضاف: "فلنجعل ما حدث تأكيدا على وحدتنا وسلمنا الأهلي، فالوحدة الوطنية هي الحامي الاساسي للبنانيين، ولذلك لا يجب أن تكون شهادة ​قاسم سليماني​ مناسبة لانقسام لبناني"، داعيا للاهتمام بالاستقرار، خصوصا أن الوضع الاقتصادي اللبناني لا يحتمل أيّ تأخير في ولادة الحكومة. وقال خواجة: "أمام المخاطر تصبح كل العقبات التي تعيق تشكيل الحكومة سخيفة للغاية، وأي تفصيل هو تفصيل غير أساسي على الإطلاق".

وختم خواجة بالتاكيد على أن المقاومة في لبنان لم تُثبت جدارتها في الميدان وحسب، بل أثبتت إلمامها بالمشهد السياسي العام، مشددا على أن قرارات المقاومة لا تكون الا لمصلحة لبنان.