علق عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب ​نقولا نحاس​ في حديث لـ"النشرة" على الأحداث التي شهدتها العاصمة بيروت في الايام الماضية، معتبرا انه "رغم رفضي لأعمال الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، إلا أن ما حصل يعبر عن وجع وغضب مشروعين، لأن ما وصل اليه ​الشعب اللبناني​ من معاناة أصبح لا يطاق ومن غير المقبول السكوت عنه"، مشيرا الى أنه "بغض النظر عما يقال ان هناك جهات معينة تقف خلف من قاموا بأعمال الشغب واذا كان هناك من استغل هذه الاعمال او حرض عليها، يبقى المهم أن هناك وجع حقيقي وواقعي عند مختلف شرائح ​المجتمع اللبناني​"، لافتا الى ان "على الجميع في لبنان ان يتعظوا مما حصل ويجيدوا قراءته وان يعرفوا أنه لا يمكننا الاستمرار بنفس طريقة الحكم السابقة لانها انتهت".

ورأى نحاس أن "وقوف طوابير الناس أمام أبواب ​المصارف​ للحصول على أموالها تكفي لتكون درسا للجميع بأن شيئًا ما انتهى في البلد، وان الأمور وصلت الى نهاية المطاف نتيجة الممارسات السابقة طيلة 30 عامًا، ويجب ان يكون هدف الحكم اليوم هو بناء دولة المؤسسات التي تؤمن للناس حقوقها"، وأسف لأن طريقة ​تشكيل الحكومة​ اليوم تتم على اساس نفس النهج السابق وهذا أمر غير مقبول، معتبرا ان "نفس القوى التي كانت تتحكم بالتأليف سابقا هي من تدير الأمور اليوم، ولا يوجد اي تغيير اساسي في النظرة رغم كل ما تغيّر"، لافتا الى ان "الحكومات لا تزال كناية عن توازنات بين القوى الاساسية وتبنى على اساس الخيارات التي بني عليها الفشل في السابق"، موضحا أن "الفشل الذي نعيشه اليوم لم يأت من الفراغ بل هو نتيجة خيارات محددة واعادة انتاج نفس التركيبة عبر الاتيان بالمستشارين والمساعدين الى الحكومة سيؤدي الى النتيجة نفسها"، مضيفا: "اللي خرّبها ما بيقدر يعمرها".

وحول رؤية كتلة "الوسط المستقل" للخروج من الأزمة الراهنة، أكد نحاس "اننا قلنا منذ اليوم الأول أن الحل يكون بتشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين تبدأ فورا بوضع قانون جديد للإنتخابات واجراء انتخابات نيابية تفرز طبقة سياسية جديدة"، معتبرا ان "ليس هناك قدرة على التغيير الا بهذه الطريقة"، مشيرا الى أن "تغيير المسار القائم في ظل وجود نفس الطبقة السياسية ضمن حكومة واحدة هو أمر غير قابل للتطبيق"، مشددا على ان "الاختصاصيين المستقلين كُثر في لبنان، ونحن اللبنانيين ندير اهم المؤسسات في العالم وكل ما يقال عكس ذلك غير صحيح".

وإذ جدد نحاس التأكيد على ان ​كتلة الوسط المستقل​ لن تمنح حكومة ​حسان دياب​ الثقة، اوضح ان "الطريقة التي حصلت فيها تسميته خارجة عن الاطار المألوف، ونحن ككتلة لم نسمّه، واليوم طريقة ​تأليف الحكومة​ تؤكد صوابية نظرتنا للامور".

وردا عمّا يقال عن استعداد الخارج لتقديم الدعم للبنان فور تشكيل الحكومة، لفت نحاس الى انه "يجب ألّا نبيع الاوهام للناس، والجهات الخارجية كانت واضحة جدا وهي لا تهتم بالاشخاص والاسماء، بل تطالب منذ اكثر من 3 سنوات بتطبيق الاصلاحات وللاسف لم يتم تطبيق ايا منها"، مشيرا الى انه "عند تنفيذ الاصلاح وتغيير المسار القائم على الفساد و​المحاصصة​ سنرى اذا كان الخارج سيمد يد العون للبنان كما صرح اكثر من مسؤول خارجي على صلة بملف المساعدات".

وشدد نحاس على ان "اي قطاع بمفرده لا يستطيع النهوض بالبلد، والخروج من الازمة يحتاج الى خطة اصلاحية ومتناسقة تشمل كل القطاعات وتعيد هيكلة ​الاقتصاد اللبناني​ والسياسات المالية والنقدية، وذلك بالتناغم مع الجهات الخارجية التي تقدم الدعم للبنان"، لافتا الى ان "موضوع ​النازحين السوريين​ قد يكون من اهم الامور المطروحة، وهو جزء من الازمة الاقتصادية، ولكن لا يمكن معالجته من الداخل فقط"، معتبرا انه "عندما تكون هناك حكومة وتضع خطة شاملة للنهوض بلبنان ومن ضمنها موضوع النازحين عندها يمكن التواصل مع الجهات الدولية المعنية بهذا الملف للمساعدة في حل المشكلة"، مؤكدا انه "يجب مقاربة هذا الملف بعيدا عن الشعبوية غير المبنية على وقائع ومعطيات صحيحة"، معتبرا ان "الخارج مستعد لمساعدتنا اذا كنا جديين في معالجة مشاكلنا الداخلية بعيدا عن الاصطفافات الطائفية والمذهبية العقيمة".