أكّد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" ​أحمد الحريري​، أنّ "​كتلة المستقبل​" ستجتمع وتقرّر الموقف المناسب من مسألة الثقة بالحكومة"، لافتًا إلى أنّ "الأهم هي ثقة الناس والتحركات الشعبيّة الّتي من دونها لا تكفي ثقة ​المجلس النيابي​".

ووَضع في تصريح له، موقف رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ الأخير حول حاجة البلاد لالتقاط الأنفاس بعد ​تشكيل الحكومة​، في سياق "التجانس مع قناعاتنا، ومع مواقف رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ الّتي اتّخذها بعد تشكيل حكومتي رئيس الوزراء السابق ​سليم الحص​ في العام 1998 ورئيس الوزراء الراحل ​عمر كرامي​ في العام 2004".

ورأى الحريري أنّ "كلّ الحكومات الّتي شُكّلت بعد "​اتفاق الطائف​" لم تكن حكومات للعمل بل حكومات للتعطيل، في ظلّ وجود الثلث المعطل"، مبديًا اعتقاده أنّ "هذا الشكل من الحكومات ذهب إلى غير رجعة، وأنّنا لن نشارك فيها بعد اليوم لأنّها مضيعة للوقت". وبيّن أنّ "سعد الحريري في صدد مراجعة كاملة لكلّ المرحلة الماضية، وتحديدًا لمرحلة التسوية، وسيكون له مواقف متدرجة وصولًا إلى موقف مركزي في الذكرى الـ15 لاغتيال رفيق الحريري".

وشدّد على أنّ "البلد بحاجة إلى فرصة، وسنرى ما إذا كانت هذه الحكومة ستعمل على ذلك أم أنّها ستذهب إلى التشفي والكيديّة، وفي حال ذهبت إلى ذلك، فتكون اختارت المواجهة المبكرة معها من موقعنا كمعارضة، ولكن أي معارضة اليوم ستكون معارضة سياسيّة، بعيدًا عن محاولات البعض لتأجيج الواقع المذهبي؛ وواجبنا أن نواجه هؤلاء ونمنعهم من تأجيج الفتنة السنيّة - الشيعيّة". وأشار إلى أنّ "مَن يريد إشعال الفتنة مرتهن لأجندات خارجيّة، و​الثورة​ اليوم أغلقت الباب على أي باب للعودة إلى أي شكل من أشكال المذهبيّة".

كما وجد أنّ "الخروج من المأزق يبدأ بانتخابات نيابية مبكرة"، مركّزًا على أنّ "المشكلة على أي قانون تتم، لأنّ ​قانون الانتخابات​ الأخيرة كان أوّل مسمار في نعش الوحدة الوطنية بين ال​لبنان​يين، وشجّع على التقسيم بين اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين". وأعرب عن اعتقاده "أنّنا مقبلون على مرحلة صعبة في المنطقة قبل الوصول إلى حلّ للأزمات، والصراع فيها أصبح مكشوفًا، ولن ينتهي بالمفرق بل بالجملة، ​العراق​ و​اليمن​ و​سوريا​ ولبنان وغزة والقضية الفلسطينيّة ملف واحد، وحدودنا اليوم ليست حدودًا برية بل حدود بحرية".

ونبه الحريري من "محاولات البعض للاستثمار السياسي والمذهبي في أعمال الشغب المُدانة من الجميع، ولا سيما بمحاولة وصم أهل ​طرابلس​ والشمال بها، ومحاولة استخدام عيّنة منهم في أهداف غير وطنيّة، لخلق إحباط جديد لديهم، بعد أن وُصفت طرابلس والشمال في الـ90 يوم الماضية بـ"عروس الثورة"، وكانت صرختهم صادقة ووجدوا مساحة للفرح في ​ساحة النور​". وأفاد بـ"أنّني لا أعتقد أنّ كلّ من نزلوا الى ساحة النور وشاركوا في المظاهرات السلميّة يقبلون أن يحصل ما يحصل في ​بيروت​"، داعيًا ​القوى الأمنية​ و​مخابرات الجيش اللبناني​ إلى "تحديد الرؤوس المدبرة الّتي تستغل غضب الناس وتستغل يأسهم لتحويله إلى شغب".