ابدأ مقال اليوم بالانزعاج من أصوات النشازِ ومن وتيرة مناقشة ​الموازنة​ وأرقامها مليارات ملياراتٍ.

مللنا منذ ثلاثين عاماً نفس الطريقة ونصل الى نهاية المطاف الى الافلاس.

ما الذي تغيّر اليوم كلهم سابقاً وحالياً درسوا الأرقام وناقشوها وكلامٌ بكلامٍ ومليارات شمالاً ويميناً وعجزٌ بعجزٍ.

و​الدولار​ اليوم بثلاثة أسعار بمحصلة ما سمعنا، وليتهُم على الأقل اراحوا اعصابنا من النقل المباشر وفلسفة الأرقام والنتيجة لا دولارَ في الداخل أو دولاراتٍ من الخارج.

القاعدة​ سهلة جداً:

فمع ​العجز​ المستشري وبلا مدخول، إلا من ​الضرائب​ على الشعب المقهور، فأي تلميذٍ نجيبٍ حتى في الصفوف الابتدائية يعرف ان لا حل إلا بقطع المصاريف الى النصف.

***

الموازنة أساساً وضعتها ​الحكومة​ السابقة ذات الألوان المتعددة التي على مدى ثلاث سنوات لا قطع حساب ولا خطة مالية عن كل سنة، ناهيك عن السنوات السابقة بل مصروف ومصروف في كافة القطاعات فيما الإيرادات صفر إلا ضرائب من جيوب الشعب.

الرتوش للموازنة لم يعد يجدي فالمطلوب قطع رأس أفعى ​الفساد​ والهدر، وإلا الطريق سالكة إلى الإنهيار.

***

لا ثقة إطلاقاً بموازنات أتت من السياسات الفاسدة والهندسات "العظيمة" ومعظمها لمسايرة رجال ​السياسة​، والأسوأ الذي سيأتينا قريباً هو خفض قيمة سندات الخزينة وهذا أول ألـ HairCut، لكبار المستثمرين الى اصغرهم الذين اغروهم ب​الفائدة​ العالية، من كثرة اغراقنا بالوعود البراقة من الحاكم ​رياض سلامة​، أتى يوم الحساب.

***

كيف نقبل بموازنة على سبيل المثال موازنة 2018 من دون ورقة الحسابات والضرب والجمع من 800 مليون دولار لسلسلة الرواتب، وهذا الرقم ارتفع إلى ملياري دولار؟

كما يُقال بالعامية: "ضيعان اختصاص الرياضيات والحساب" ولقد وافق ​مجلس النواب​ الكرام سابقاً على الخطة غير المدروسة وغير الدقيقة.

الموازنة يا ليت مناقشتها لم تكن علناً كي يخففوا على أعصابنا الفلسفة لمجرد الفلسفة أما التصديق على الموازنة "فمن دهنو سقيّلو".

من الكلمات المختصرة والفهيمة ان الوضع مسكّر ولُبِست هذه الحكومة مقاييس ودراسات وتقديرات الحكومة السابقة والتقديرات المتوقعة سابقا أصبحت Expiry Date بالحالة الشعبية الثائرة على إنتهاك جميع الحقوق وبالحد الأدنى للعيش الكريم...

أما الثقة الحقيقية فهي من هذا الشعب المسالِم الحضاري الأصيل الذي تتم مواجهته بخراطيم ​المياه​ والقنابل المسيلة للدموع... والأصيلون منهم ليسوا بحاجةٍ إلى قنابل مسيلة للدموع ، فدموع القهر تنهمر من دون قنابل، فقنابل القهر أقوى من كل القنابل المصنَّعة.

***

اما الأطراف الآخرون المصرون على الخراب والتكسير وفرض السيطرة بهذه الطريقة غير الحضارية ليكسبوا ماذا؟

وإذ نالت حكومة الرئيس دياب الثقة، وشعب ​الانتفاضة​ الأصيل أكمل مساره الحضاري، هل مجموعات "الاوباش" ستبقى تكسّر وتهدّم في الليالي الظلماء؟

ولحساب من؟

ما هم الشعب الأصيل من الكلام تلو الكلام والبلد في حالة نحو افلاس؟

كفى مناقشات وإهدار الوقت وعلى ماذا؟

هل على كيفية تنظيم الافلاس؟

أو على كيفية تنظيم الاحتدام بالشارع بين شعب حضاري وآخر أقل ما يسمى "بالهمجي".

هنا "الحَبْكة" والجواب يأتينا تلقائياً.