رأت صحيفة "الفاينانشال ​تايمز​" البريطانية في ​تقرير​ بعنوان "يجب على الدول الغربية إنهاء نفاقها في ​ليبيا​" في إشارة إلى مخاطر الصراع التي قد تؤثر أصداؤها على جميع أنحاء منطقة جنوب ​البحر المتوسط​، أن هناك تفاؤل حذر أعقب التزام الدول الغربية التي حضرت ​مؤتمر برلين​، بعدم التدخل في الصراع الدائر في ليبيا، على الرغم من أنها هي من يؤجج لهيب الصراع هناك، إذ اندلعت الاشتباكات مباشرة حتي قبل أن يجف حبر الأقلام التي وقعت على الاتفاق، ما يفضح نفاق تلك الدول التي تعد بشيء لكنها تنفذ عكسه.

وأضافت "لقد صرحت ​الأمم المتحدة​، أن الدول الغربية التي وقعت على اتفاق برلين، أرسلت مقاتليها، وزودتهم بالأسلحة المتطورة والمركبات في العشر الأيام التي تلت مؤتمر برلين. ولم تسم الأمم المتحدة تلك الدول، لكن مصر و​الإمارات​ الداعمتان الرئيسيتان للقائد العسكري ​خليفة حفتر​، انتهكتا ومنذ مدة طويلة قرار حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا، في الجهة المقابلة، قدمت ​تركيا​ دعما عسكريا كبيرا لحكومة السراج المعترف بها من الأمم المتحدة، كما أعلنت الشهر الماضي إرسال قوات لدعم ​الحكومة​ في العاصمة ​طرابلس​، وأرسلت "مليشيات سورية"، إلى ساحات القتال في ليبيا".

وأشارت إلى ان "مؤتمر برلين أُعد له على عجل خوفا من حدوث تصعيد على الأرض، خصوصا بعد التدخل التركي وقلق الأميركيين والأوروبيين من النفوذ الروسي في ليبيا، خصوصا بعد أن سعت مع تركيا إلى التوصل إلى اتفاق لوقف ​إطلاق النار​ في لقاء جمع طرفي النزاع في العاصمة الروسية ​موسكو​، لكنه حفتر غادر دون أن يوقع على الاتفاق".

واعتبرت ان "الواقع يشي بأن ليبيا قد تتجه إلى حرب بالوكالة وأن ​العالم​ يجب أن يكون قلقا بعمق، لكن رد الفعل الدولي ضعيف، على الرغم من أن ​مجلس الأمن​ اجتمع 14 مرة بعد الهجمة الفاشلة التي نفذها حفتر للاستيلاء على طرابلس في نيسان العام الماضي وفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار".