أكد السفير الفلسطيني في ​لبنان​ ​أشرف دبور​ أن "الشعوب التي تتمسّك بحقوقها ستنتصر في نهاية المطاف"، مشيرا إلى أن "​صفقة القرن​ التي تقضم الأراضي وتعبث بالجغرافيا، إنما تهدف أساساً الى تصفية ​القضية الفلسطينية​ والمشروع الوطني الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها ​القدس​ وعودة اللاجئين وفق ما تلحظه قرارات الشرعية الدولية"، لافتا إلى أنه "بناء على هذا الاستهداف، تغفل الصفقة المشؤومة ​حق العودة​ المكفول بالشرائع والقرارات الدولية وتقترح حلولاً هجينة تخدم مصالح الكيان الصهيوني، على حساب ​اللاجئين الفلسطينيين​ وعدد من الدول، إلّا انّ ما يجب ان يعرفه الجميع هو أنّ ​الشعب الفلسطيني​ لم ولن يقبل بأيّ حل ينتقِص من حقه بالعودة الى وطنه والتعويض عليه، وفق القرار 194".

وفي حديث صحافي، شدد دبور على أن "​التوطين​ في لبنان لن يصبح أمراً واقعاً"، مؤكداً انه "طالما توجد إرادة لبنانية - فلسطينية مشتركة في مواجهة أساس الصفقة ومفاعيلها فلن تستطيع أي قوة على الارض ان تفرض علينا او على لبنان ما لا نريده ولا نقبله"، موضحا أن اطمئنانه الى استحالة حصول التوطين ينبع من صلابة الموقف اللبناني - الفلسطيني وحَزم مقدمة ​الدستور اللبناني​ وضمان الرسالة التي وجّهتها ​السلطة​ الوطنية عبر وزير خارجيتنا الى ​الحكومة اللبنانية​ عام 2013، والتي أكدنا فيها اننا لن نقبل تحت اي ظرف ووفق أي حل أن يتم توطين الفلسطينيين في هذا البلد وإلغاء حقهم المشروع في العودة الى وطنهم".

وجزم دبور بأنّ اللاجئ الفلسطيني ليس معنياً بالحصول على الجنسية اللبنانية، مع أننا نكنّ لها كل التقدير والاحترام، لافتاً الى انّ "أولويتنا كانت وستبقى للعودة"، مضيفا :"كونوا متأكدين اننا سنقف سداً منيعاً ضد محاولات حل موضوع اللاجئين على حساب الدول الاخرى ومنها لبنان، وسنكون كذلك سداً في وجه أي محاولة لتشتيت النسيج الفلسطيني في أصقاع المعمورة، وبالتالي لن نسمح بأن يتم تهجير منظّم ومُمنهَج من مخيمات لبنان الى أماكن جديدة في ​العالم​ تحت شعار تحسين أوضاع الفلسطينيين"، منبّهاً الى انّ "خطورة هذا الامر تكمن في انه يُراد منه تذويب اللاجئين في مجتمعات غريبة وبعيدة ودفعهم الى التخلّي عن حق العودة. ولذلك، فإنّ هؤلاء، خصوصاً الموجودين منهم في دول الطوق، يجب أن يبقوا حيث هم حتى تحصل العودة".

وشدد على أن "معادلتنا المحسومة هي: لا توطين ولا تهجير، أيّاً تكن العروض المحتملة"، مشيرا الى "اننا لا نتخوف من أن تؤدي ​الأزمة​ الاقتصادية - المالية القاسية الى إضعاف مناعة لبنان ضد خطر التوطين، خصوصاً انّ البعض قد يسعى الى استغلال هذا الوضع الصعب، وربما يلمح في لحظة ما الى مقايضة التوطين بشَطب الديون على سبيل المثال. لكنني واثق من أنّ أحداً في لبنان لن يرضى بهذه المقايضة ولن يتنازل عن الثوابت الوطنية والقومية مقابل الفلوس، بل أستطيع ان أؤكد انه لو عرضت أموال العالم على لبنان فهو لن يبيع حقنا في العودة ولن يفرّط به".

وتمنى دبور على "اخواننا في ​الدولة اللبنانية​ أن يبادروا الى تحسين الظروف الاجتماعية للاجئين من خلال السماح لهم بالعمل لتحصيل لقمة العيش"، مشيرا الى ان "موقف لبنان، على المستويات كافة، مميّز ومتقدّم في رفض ما سمّيت صفقة القرن والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".

وراى أن "وضع ​المخيمات​ محصّن ولا قلق عليه من أي تداعيات لِما يسمّى بالصفقة، وانّ المخيمات لن تكون خاصرة رَخوة للبنان، بل خاصرة حديدية وعامل أمن واستقرار، خصوصاً انّ المربّعات الامنية داخلها انتهت، وانّ التنسيق دائم وممتاز مع ​الجيش اللبناني​".