أكّدت مصادر ​السراي الحكومي​ لصحيفة "الجمهورية"، أنّ "​الحكومة​ وبالتوازي مع إعلان التعبئة العامة، وبرغم الإمكانات المتواضعة، تحضّر نفسها لأسوأ الإحتمالات"، معربةً عن أسفها لـ"محاولات الإستثمار على حياة الناس، الّتي تقوم بها بعض القوى السياسيّة، من خلال الهجوم غير المفهوم على الحكومة والإجراءات الّتي تتّخذها في مواجهة وباء "​كورونا​".

وركّزت على أنّ "ثمّة مبالغات وافتراءات منظّمة تُشنّ على الحكومة، في الوقت الّذي تفترض فيه خطورة ما يتعرّض له البلد، أن تضع كل القوى السياسيّة كلّ إمكاناتها في خدمة هذه المعركة المصيريّة الّتي يخوضها البلد، وإنجاح الإجراءات الحكوميّة لرد هذا الخطر عن ال​لبنان​يّين، بدل إصرار البعض على الحرتقة الّتي تُرخي أضرارًا ومسًّا بحياة الناس، وزيادة العبء عليهم، وهذا أمر معيب".

ولفتت المصادر إلى أنّ "الحكومة مُدركة لدورها والمطلوب منها في هذه المرحلة، وهي تدرك أنّ مواجهة "كورونا" تتطلّب توفّر إمكانيّات كبرى، لا تمتلكها ​الدولة اللبنانية​، علمًا أنّ لبنان طلب مساعدات من العديد من الدول، ولكنّه حتّى الآن لم يتلقَ بعد أي مساعدات، ما يعني انّ لبنان يخوض المعركة ضدّ "كورونا" وحيدًا حتّى الآن، وبإمكاناته الذاتيّة والمتواضعة".

وشدّدت على أنّ "الحكومة، ومن اللحظات الأولى لظهور هذا الوباء، بذلت أقصى طاقتها في مواجهته، وعلى نحو يفوق بكثير ما قامت به دول كبرى تمتلك إمكانات هائلة في مواجهة الوباء، ودول كبرى ورغم إمكاناتها الكبيرة أعلنت الاستسلام أمام هذا الفيروس، وأعلنت انّها لم تعد تتمكّن من احتوائه والحد من سرعة انتشاره"، مبيّنةً أنّ "الحكومة ماضية في هذه المواجهة، وهي في إعلانها التعبئة العامة اعتمدت أعلى درجات الاستنفار، والأمر البديهي هو ان تتضافر جهود الجميع معها للتعاون في إنقاذ البلد، لا أن تنصب أمام الحكومة جبهات سياسية همّها الوحيد قطع الطريق والمزايدة والتشويش".

وعن سبب عدم إعلان الحكومة ​حالة الطوارئ​، أوضحت أنّ "مع الأسف، حوّلت بعض القوى هذه المسألة إلى مهزلة، إذ بادر البعض إلى الهجوم على الحكومة واتهامها بالتقصير وعدم المبادرة إلى إعلان حالة الطوارئ، وهذا اتهام باطل. وهنا نقول لهؤلاء، إن كان هدفكم تصويب المسار، وإن كنتم تحرصون على سلامة الناس، تفضلّوا وقدّموا لنا حلولكم ونحن على استعداد أن نمضي بها، لكن أن تُمعنوا فقط بالاتهام السياسي، فالناس شبعت من الاستثمار عليها، ومحاولات تسجيل النقاط الشعبوية على حسابها". وسألت: "هل انّ أيًّا من هؤلاء المزايدين كلّف نفسه الإطلاع على قانون الدفاع، أو قراءة ​الدستور​؟ ربما لو أنّ أحدًا منهم اطّلع على الدستور، لكان أوّلًا وفّر على نفسه الإحراج، وتيقّن أنّه لا يجيز للحكومة إعلان حالة الطوارئ في ظروف كالّتي نعيشها".

كما أشارت المصادر إلى أنّ "في اي حال، نحن على يقين أنّ هؤلاء سيمضون بهذه الحرتقة الّتي اعتادوا عليها في كلّ المحطات الخطيرة الّتي مرّ بها لبنان، وهو أمرٌ لن يؤثّر على الحكومة ولن يجعلها تتباطأ في القيام بواجباتها تجاه الناس، ويجعلها تراهن أكثر على وعيهم، واستجابتهم للإجراءات المُتّخذة لإنقاذهم".