دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ​يوحنا العاشر​ رعاة الكنيسة الأنطاكية المقدسة والابناء والبنات حيثما حلوا في أرجاء هذا ​الكرسي الرسولي​ الى ضرورة ان "نفعم يا إخوة الختن حباً، ومصابيحُنا هيا لنهيّئها، لكيما نبدو بالفضائل والإيمان القويمِ متلألئين حتى مثلَ عذارى الرب نستحقَّ أن ندخل العرس معه لأن الختن وهو الإله يهب الكل الإكليل غير البالي" .

ولفت البطريرك الى ان "هذه نجوى الكنيسة في أيام الأسبوع العظيم وضعَتْها على لسان ناظم التسابيح مخاطبةً بها كل نفسٍ تواقةٍ إلى عتبات القيامة، ونضعها أمامكم، لنتأملها مليّاً، أيها الإخوة المرافقون لنا في ​الصلاة​ من حنايا بيوتكم وثنايا نفوسكم، ودعوتنا اليوم أن نرافق ونحن على عتبات القيامة ختن القيامة وشاغل القبر الفارغ، ودعوتنا أن نتأمل في ​المسيح​ يسوع الذي يسميه ناظم التسابيح ههنا عريس النفس، فلنطرح كل شيءٍ خارجاً، ولنطرح كل هموم الدنيا وكل أوبئتها ولنغفل ولو للحظةٍ عن وسائل اتصالها، ولننظر في أعماق نفسنا المسيح الذي يسلك درب الجلجلة والقيامة، ولنُفعمه حباً، ولنغسله ونضمّخه بطيب محبتنا له وبعبير حبّنا لبعضنا البعض. ولنسكب أمامه وهو المتألم من أجل خلاصنا عبرات محبةٍ وعرفان".

وشدد البطريرك الى اننا "مدعوون في سكينة القلب ومن حنايا بيوتنا، وأن نضيء القلوب أمام رب القلوب ونسكب من زيت صبرنا أمام نوره الإلهي، ونحن مدعوون أن نسكب زيت الرحمة وزيت الصدقة وأن نشعل قنديل فصحنا أولاً وقبل كل شيء من زيت التوبة ومن سكينة القلب الخاشع أمام المصلوب، ونحن مدعوون أن نروي القلب بندى الصلاة وأن ننقي النفس من كل تعالٍ وأن نقدمها له، للمسيح خدراً طاهراً، ونحن مدعوون في نهار الجمعة العظيم أن نتأمل أن فجر القيامة أعقب النحيب المر، وكم من نحيبٍ وتململٍ يطالنا أحياناً، حروباً، ضيقاتٍ، أوبئةً! إلا أن عزاءنا أن الرب ماسحٌ من عيوننا كل دمعة وناظرٌ من علياء صليبه وحاضنٌ قلوبنا بنور قيامته المجيدة".

وبين ان "المسيح فصحنا الجديد وهو عريس النفس العُذرية، التي تطرد من ثناياها ومن قلبها كل هموم وأباطيل ​العالم​ لتقتني المسيح ختناً مقدِّساً الكيان ومفيضاً المراحم. فلنعِ ونضع نُصب أعيننا أن الرب يحب النفوس التوّابة إليه ويفيض سلامه على الدنيا بأسرها، فلنضع في قلبنا أن القيامة أولاً وأخيراً قيامة النفس في ​المحبة​ لله وللآخر، وما الظرف الحاضر إلا مناسبةٌ نعبر فيه عن حبنا لختن النفس وعن حبنا لخليقته إذ نصلي كلٌ من حيثُ هو إلى الله أبي الرأفات ورب كل تعزية أن يرسل سلامه ويزيح ثقل الحجر لتلتمع النفوس بنور القيامة، ونصلي اليوم من أجل كل الموجوعين والمتألمين والجائعين والقلقين على مصيرهم سائلين المسيح المنتصر أن يقيمهم من ضيقاتهم، ونصلي أيضاً من أجل الذين قضوا بالوباء المستجد وقد رحلوا عنا، ومن أجل المصابين به سائلين لهم الشفاء، ومن أجل الذين يسهرون من أجل شفائهم، ومن أجل الذين يعملون نهاراً وليلاً من أجل مكافحته كي يحوطهم القدير بعنايته وتدبيره، ونصلي من أجل ​السلام​ في الشرق وفي العالم أجمع ومن أجل عودة المخطوفين كل المخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا إبراهيم و​بولس يازجي​ اللذان خطفا في مثل هذه الأيام منذ سبعة أعوام، ونلفت ومن جديد أن ما يحز في قلوبنا وما يزيد مرارة الخطف هو التعامي العالمي والدولي عن قضيتهما التي تمثل نذراً يسيراً مما تعرض له إنسان هذا الشرق من تهجير وقتل وإرهاب وخطف".