15 يوماً تقريباً، و​مدينة بشري​ تعيش أصعب أيّامها، بعد تفشّي ​فيروس كورونا​ فيها. هذه المدينة، التي لم تعد أيامها تشبه سابقاتها، ذاقت مرارة هذا الوباء أكثر من أي مدينة أخرى.

أمام هذا الواقع، قام وزير الصحة ​حمد حسن​ بزيارتها وطلب اجراء الفحوصات فيها إضافة إلى عزلها بعد اتصالات مع الجهات الحزبية في المنطقة، وهذا ما حصل فعلاً، في نفس الوقت بدأت البلدية إجراء فحوصات لأهالي البلدة مع تطبيق العزل الكامل.

في هذا الاطار يكشف رئيس مجلس ادارة ​مستشفى بشري​ الطبيب أنطوان جعجع أننا "أجرينا أكثر من 770 فحصا عشوائياً ونسبة الأشخاص الّذين أُصيبوا بالقضاء لم تتعد 65 شخصاً"، لافتا الى أننا "وللسيطرة على انتشار المرض قمنا بالمتابعة وإجراء فحوصات عشوائية للناس ومن جاءت نتيجته ايجابية نحجره في المنزل"، مشددا على أن "الجزء الاخر من عملنا هو أن نشدد على أن تلتزم الناس منازلها"، مؤكدا أننا "إذا قمنا بكل اللازم ولم نحجر الناس في المنازل كأننا لم نفعل شيئا".

بدوره رئيس بلدية بشري ​فريدي كيروز​ يلفت الى أن "المدينة مقفلة منذ أيام والاجراءات فيها مشدّدة إلا أنّ المواد الغذائية تدخل الى القضاء بشكل عادي"، مشيراً إلى أن "من يعمل في وظائف رسميّة في بشري يمكنه الدخول أيضاً"، مؤكدا أننا "سنستمر بإجراءات التعبئة العامة وفقط بعد التشاور مع ادارة مستشفى بشري الحكومي يمكننا الاعلان عن انتهاء التعبئة اذا تبين بعد الفحوصات أن الوضع انتظم".

ووصف كيروز ما تم القيام به بـ"الحرب الاستباقية: فقد "هجمنا" على الفيروس عوض أن يفتك هو بنا وفي هذه الحرب قررنا اتخاذ اجراءات لنحمي أهلنا وبقية المناطق وحتى الان كل الامور بالاتجاه الصحيح".

يعود أنطوان جعجع ليقول "منذ اكتشاف أول حالة في بشري اقفلنا ​المستشفى الحكومي​ لمدة 24 ساعة وعزلنا كل الطاقم الطبي وعقمنا المستشفى حتى لا يصاب أحد بالعدوى ومن ثم قمنا بتأهيل مستشفى مار ميما ليستقبل مرضى الكورونا"، مضيفا: "بالمرحلة الثانية عندما وجدنا شارعين إنتشر فيهما الوباء طلبنا التشدد أكثر وقمنا بعزل المنطقة برمّتها".

"​وزارة الصحة​ وقفت الى جانبنا مادياً ومعنوياً ووزير الصحة حمد حسن حضر الى القضاء وقام بجولة فيه في عزّ الازمة". هذا ما يشير اليه جعجع، مضيفا: "ندعو الأهل أن يقفوا معنا ويساعدونا لمواجهة هذه الازمة وأن يبقوا في المنازل ولا يغادروها". يعود فردي كيروز ليشدد على اننا "وفي ظل هذه الظروف لا نسمح الا بخروج عشرة أو خمسة عشر حالة في اليوم الواحد".

في المحصّلة يعيش أبناء بشري وضعاً استثنائيا ليتمكنوا من السيطرة على الوباء بشكل كامل، وحتى الساعة يبدو أن المعنيين نجحوا في الحدّ من سرعة انتشاره، والتعويل الكبير على التزام الاهالي لاجتياز المرحلة الصعبة!.