قام وفدٌ من ​الحزب التقدمي الإشتراكي​، ضمّ عضو اللّقاء الديمقراطي، النائب ​بلال عبدالله​، ووكلاء داخلية ​إقليم الخروب​ و​الشوف​ و​الجنوب​، بتكليفٍ من رئيس الحزب ​وليد جنبلاط​، بزيارةٍ لراعي ​أبرشية صيدا ودير القمر​ المارونية، المطران مارون العمّار في دار المطرانية في صيدا، ولراعي أبرشية صيدا ودير القمر ل​طائفة الروم الكاثوليك​، المطران إيلي بشارة الحدّاد، لشكرهما على موقفهما الأخير وحكمتهما، وترجيحهما صوت العقل والتعقّل، لتخفيف التشنّج والاحتقان الذي حصل مؤخّراً في الشوف.

وكانت المحطة الأولى للزيارة للمطران العمار، حيث نقل عبداللّه تحيات جنبلاط، وتحيات رئيس ​اللقاء الديمقراطي​، النائب ​تيمور جنبلاط​، وتقديرهما للموقف الوطني الكبير الذي لعبه المطرانان العمار والحداد في الوقت المناسب، بعد مرحلة التوتر وتفلّت الخطاب، فجاء صوت العقل ليضبط هذا التشنّج والاحتقان".

ونوّه عبداللّه "بنداء المطرانَين العاقل، والرصين، والوطني، والحريص على الإنجاز الذي تحقّق في ​مصالحة الجبل​"، داعياً للحفاظ عليه، وتثبيت العيش الواحد، وتنظيم التباين في وجهات النظر السياسية، خاصةً وأن رئيس الحزب وليد جنبلاط حريصٌ على أن يبقى الصوت الوطني، وصوت العقل والحكمة، هو الغالب".

من جهته رحّب المطران العمار بالوفد، وأكّد أن "المطرانية مؤمنة بالدور الذي تلعبه في المنطقة، والذي يرتكز على الحكمة بالتعاطي مع الجميع من أجل النجاة، كوننا اليوم بأمسّ الحاجة إلى الحكمة"، داعيا "الإعلام لأن يكون كالغربال، وأن يكون عاقلاً، ويوصل رسالة الخير، و​السلام​، والمنطق"، مؤكدا أن "مصالحة الجبل هي نمط حياة، وهي مصالحة للحياة، ويجب تجديدها، والحفاظ عليها، والتذكير بها، وتعليمها لأولادنا"، مشدداً على "أنّنا في الشوف عائلة متنوّعة، والتنوّع خير".

ثم التقى الوفد المطران ​إيلي الحداد​ في مقر المطرانية في وسط صيدا. ونقل عبدالله للمطران الحدّاد أيضاً تحيات رئيس الحزب، والنائب جنبلاط، وتثمينهما للدور الذي لعبه في تهدئة الأمور، وتغليب لغة العقل والحكمة لكي يبقى الخلاف السياسي ضمن الأطر الديمقراطية، والتنافس الديمقراطي، خصوصاً وأن البلد اليوم بغنى عن تشنّجاتٍ إضافية، لأن "ما فيه يكفيه". وشدّد على الدور التوعوي الذي أبقى الخلاف السياسي ضمن إطاره الطبيعي.

وأكّد المطران الحدّاد أن "الآلية التي اعتمدها مع المطران العمّار هي متابعة للمصالحة الأساسية في الجبل، والتي لا يمكن أن يُضاف إليها، أو ينقص منها شيء، لأنّه لا يمكن اللعب بحدثٍ تاريخي من هذا النوع"، مشيراً إلى أن "المزايدة على المصالحات، واختراع مصالحةٍ جديدة، أمرٌ ليس في محلّه"، معبرا عن ثقته بحكمة وليد جنبلاط، واطمئنانه لأدائه، واصفاً زيارته للقصر الجمهوري بالمهمة جداً. وأعرب عن جهوزيته للتدخّل عند الضرورة لحماية الوحدة الوطنية.