انتقد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق و​الاسكندرية​ وأورشليم للروم الكاثوليك ​البطريرك غريغوريوس الثالث لحام​ في بيان انتقد ​سياسة​ الرئيس الأميركي تجاه دول المنطقة، متسائلا "هل قيامة الاموات تشْمَلُ المجرمين؟"، مضيفا: "الآية الاخيرة من قانون الايمان المسيحي هي " أترجى قيامة الموتى و​الحياة​ في الدهر الآتي آمين".

واضاف: "أتساءلُ وأنا أتأمَّلُ في تاريخ البشرية الذي يسجِّل لنا أخبار الحروب والغزوات، التي زَرَعَتْ في بلادٍ آمنةٍ، هنا وهناك، في الشرق والغرب، الدَّمارَ والخرابَ و​الحرائق​َ والويلاتِ والملايين من الضحايا! حرائق أكلت الاخضر واليابس"،مذكرا أنه "من بين هذه الحروب والغزوات، ما قيل عن المجرم أتيلا: لا يبقى ولن يبقى عشب أخضر بعد أقدام خيلي وأقدام جيشي وهذا ما عُرِفَ في التاريخ بسياسة الارض المحروقة !"، مشددا على أنه "وهو يتأمل في هذا التاريخ المظلم، سمع في وسائل الإعلام، أخبار الحرائقِ التي على ما تذكرُ ​الأخبار​، أمر بها الرئيس ​ترامب​، رئيس ​الدولة​ العظمى، ​الولايات المتحدة​ الاميركية! تلك الحرائق ألتي أحرقتْ حقولَ القمحِ في شمال سوريا"، مضيفا: "أسمع عن سرقة النفط السوري، وأسمع عن تصاريح هذا الرئيس: إنه يحب رائحة البترول، وأنه دخل سوريا ليسرق هذا البترول،وماذا نقول عن "قانون القيصر"، الذي يزيد العقوبات على سوريا، ويفرض عليها حصاراً اقتصادياً، وطبياً، وغذائياً ويحرم أطفال سوريا ​الحليب​ و​الدواء​".

وأكد أنه "أمام كل هذه الجرائم، يضم صوته إلى صوت قداسة ​البابا فرنسيس​، لكي نحكم على جريمة قتل الاميركي جورج فلويد من قبل شرطي أميركي ، بطريقة وحشية متباهياً بجريمته، ما تسبَّبَ بالحريق الذي يجتاح الولايات الاميركية، وكأنه كورونا جديدة"، معتبرا إنها "صوت الله، إنها صوت الضحايا التي تسبَّبتْ بها الحروب التي تقوم بها الولايات المتحدة في أماكن شتَّى في ​العالم​".

واعتبر أن "هذه ​السياسة​ من قِبَلِ رئيس دولةٍ عظمى نحترمُها، تطال في إجرامِها البشرَ والحجر فإلى جانب الحرائق في شمال سوريا، في هذه الأيام الاخيرة، هناك جرائم سرقة البترول السوري، وإجلاءِ مئاتٍ من السوريين في شمالي سوريا، كي يموتوا في حربٍ إجرامية في ​ليبيا​؟"، مضيفا: "نقول بجرأةِ الإيمانِ لحضرة الرئيس ترامب: كفى أنت مسيحيٌّ ومؤمن راجع إنجيلك راجع قِيَمَ إيمانك المسيحي راجع ضميرك ، أدعوكَ إلى تصحيح سياستِكَ تجاه دولٍ كثيرة أدعوك لكي تُعيدَ النظرَ في العقوبات الاقتصادية التي توزِّعها هنا وهناك على دولٍ، ومن خلال وبسبب هذه العقوبات يجوع كثيرون، ويموت كثيرون، وينمو الحقد، وتنمو الكراهية ويتواصل العداء بين الناس، ويخاف أناسٌ من اندلاع حروب جديدة وويلاتٍ تُضافُ إلى وباء ​الكورونا​، التي ضربت بلادك أكثر من الدول الأخرى".

ورأى إن "الحروب لا سيما تلك التي خلَّفها ما يُسمَّى بهتاناً بالربيع العربي، قد جرَّت ويلات كثيرة على عالمِنا ومشرِقِنا العربي وتسبَّبت بهجرة الملايين، ولا سيما من أبناء وبنات رعايانا المسيحيين"، معتبرا إن "هجرةَ المسيحيّين من المشرق المسيحيِّ العربي، خطرٌ على وجود المسيحيين في مهدِ المسيحية، وعلى رسالتهم ودورهم التاريخي، وعلى الحوار المسيحي – الاسلامي، في الشرق، لابل في العالم بين المسيحية والإسلام وعلى مسيرة السلام في المنطقة، لا سيما في الأرض المقدَّسة"، مضيفا: "ما أطلقْتَه يا ترامب من خطَّةٍ للسلام، دُعِيَتْ "​صفقة القرن​" ستكون سبباً إضافياً لهجرة المسيحيين، من القدس والاراضي المقدّسة، ومن البلاد العربية وتدقُّ الاسفين في عملية السلام في فلسطين، بين العرب واليهود، بل في مسيرة السلام في المنطقة والعالم".