محزن امر ذاك المواطن الطيب الذي ضاع حقه بين فساد السياسين وبين فجور ​المصارف​ وشركائهم المقاولين المتآمرين على الدولة ومؤسساتها في حين ضاع اثر الفساد في غياهب الجب وصرنا نبحث عنه بين اكوام من المسؤولين الفاسدين لكنهم ضد الفساد وبين مواطن جاهل مبرمج على الطائفية والمذهبية ينادي بالاصلاح و بالوحدة الوطنية لكن جيناته طائفية ومذهبية حتى النخاع فضاعت ​محاربة الفساد​ وتشتت مبادرات الاصلاح بين السفارات وصناديق النقد وتناثرت مؤسسات الدولة واضحت مؤسسات مشلولة او عاجزه عن تقديم الحلول

لم نعد ندرك معنى للوزارة او للوزير نفسه ولم نعد بمستوى فهم معنى وجود ​حكومة​ وطنية في ​لبنان​، فلطالما وجدت حكومة لكل طائفه و دولة لكل مذهب في حين تعجز كل دولة من تلك الدول عن اتخاذ قرار وطني بمعزل عن التأثيرات و ضغوط الخارج.

ان تفاقم الازمات الاساسية السياسية منها و المالية وعجز ​الطوائف​ والمذاهب عن ايجاد الحلول الناجعة سهل تآمر المصارف الفاضح وتمنعها عن دفع مستحقات المودعين اضافة الى تبخر افق معالجة ازمات خدماتية حياتية مستعصية مثل ​الكهرباء​ والماء و​الاتصالات​ وضمان وصحه ومستشفيات وتردي الاحوال المعيشية مع الملاحظة بان تلك الازمات وجدت واستمرت وتفاقمت بالتزامن مع وجود طغمة من المسؤولين اللبناتيين الذين تعاقدوا فيما بينهم على المضي قدما في الحفاظ على استمرار الفساد وتقاسم الغنائم حصصاً ولو وصل بنا الامر الى حالة من الازدراء الذي نعيش فيما نحن المواطنون البسطاء لم نتوصل الى ادراك الحقيقة المرة بانه لا يمكن لاي حلول مجدية سلوك طريق التنفيذ في ظل استمرار تلك الطغمة الفاجره من المسؤولين في ​السلطة​.

نقولها بصراحة لا يوجد شعب في ​العالم​ ك​الشعب اللبناني​ هانت عليه كرامته بعد ان ضاعت عليه مدخراته وهرب منه مستقبله وفقد كل امل في دولته ومع ذلك فضل البقاء موالياً خانعاً لجلاديه يشهد ضياع حياته ومستقبل ابنائه دون ان ينتفض معلناً تحرره من جلباب سطوة زعماء سرقوا احلامه واماني الاجيال رفضاً لواقع مؤلم تسبب به زمرة من المسؤولين الطائفيين والمذهبيين الفاسدين واستنكاراً للمهانة التي نعيش

من الصعب استيعاب الذهنية الطائفية والمذهبية المسيطرة على عقول وتفكير الكثير من اللبنانيين متناسين ما اصابهم من ضر وضياع ​المستقبل​ وجنى العمر.

اننا كمواطنين لبنانيين مظلومين محرومين امام مرحلة مصيرية ضبابية قاتمة هالكه لن ينجو منها الا رموز ​منظومة​ الفساد الذين مارسوا الفاحشة والرذيلة بحق الدولة وبحق المواطن واوغلوا بالاشتراك مع زبانيتهم في عمليات النهب المنظم حتى تبخرت مقدرات الدولة التي شارفت على اشهار افلاسها.

ان امعان بعض المسؤولين والحزبيين والتيارات السياسية المطالبة بحقوق الطائفة والترويج لوراثة لبنان الكبير من الاجداد وضرورة الحفاظ على علاقات لبنان مع جلاديه من دول الغرب اسهم وبشكل متعمد بانشاء هوة سحيقة تباعد بين اللبنانيين وتحرفهم عن مفهوم الوطن الواحد.

ان الاجحاف الذي لحق بنا جراء ظلم تلك المنظومة الفاسدة خصوصاً بعد تطييف ومذهبة عقلية المواطن اللبناني مع سبق الاصرار والترصد لهو امر ادى الى غسل ادمغتنا وكي وعينا الوطني والجنوح نحو التعصب والتزمت بهدف استكمال تلك المنظومة عملية الاستئثار والتحكم بمفاصل الدولة، حتى اضحت دولة يستشري فيها الفساد من كل حدب وصوب وصارت الدولة عبارة عن مؤسسة رسمية تابعة لمافيات محلية ودولية افسدت وتقاسمت الفساد في ما بينها في حين انبهرنا و اخذتنا نشوة حقوق الطائفة وفضلنا الانتماء لزعيم دويلة الطائفة او المذهب واهملنا مفهوم الوطن والدولة بكل المعايير عن سابق تصور وتصميم.

واهم من يعتقد بحصول اي اصلاح في ​الدولة اللبنانية​ قبل اصلاح وعينا و ذاتنا وتفكيرنا ونبذ كل اشكال الطائفية والمذهبية من نفوسنا وتفكيرنا.

مؤسف حد الاستغراب قرار الرؤساء السابقين لاحكومه عدم المشاركة بلقاء وطني في ​بعبدا​ هدفه تثبيت السلم الاهلي والبحث عن حلول ممكنة للمأزق الذي اوصلونا اليه لان الواجب الوطني له ادابه و بقرارهم هذا فقد اختاروا الاختباء بطائفتهم و التنصل من اية مسؤولية وطنية والتخلي عن اداب المشاركة بواجب وطني

نحن ​اللبنانيون​ نختلف على كل شيئ الا على ولاءاتنا لزعماء تخلوا عن حراسة وخدمة الوطن وأوهمونا انهم حراس الطائفة وحقوقها رغم علمنا بفسادهم وورغم مجاهرتهم بممارسة الاقطاع و​العنصرية​ حتى بحق ابناء الطائفة او المذهب الذي ينتمون اليه.

لبنان اضحى عباره عن لوحة مؤلفة من قطع مركبه لكنها صعبة التركيب لان عناصر الاكتمال اختطفت وبقيت اسيرة بايدي زعماء الطوائف والمذاهب، فصارت لوحة الوطن منقوصة ومشوهه ممنوعة من الكمال.

نحن اللبنانيون المواطنون لن يكتب لنا رؤية بصيص امل بالاصلاح طالما بقيت هذه الطغمة متحكمة بمصائرنا تحكي لنا حكاية ملفقة عن حقوق الطائفة والمذهب، وطالما لم نعي ان الدولة الحقيقية تتطلب منا فسخ العقد بين الطوائف والتوجه نحو ابرام عقد جديد متين بين الكفاءة والمواطنة الحقيقية قائم على الانتماء الخالص للوطن بكل مكوناته واطيافه المنضوية تحت مظلة الوطن كل الوطن

ايها اللبنانيون الم تتعظوا من تجربة الفساد والمفسدين، الم تدركوا بعد ذاك التدمير الممنهج لمستقبلنا واختطاف احلام ابنائنا؟ الم يصبنا ​الفقر​ والعوز؟ الم نتذوق شتى انواع الاذلال والمهانة على ابواب ​المستشفيات​ والمصارف في كل يوم؟ الم تمتهن كرامتنا باسم الطائفية والمذهبيه؟ الم تتعرفوا على المسبب لمعاناتنا وقهرنا وضيق حالنا وقلة حيلتنا؟ انهم اعضاء منظومة فساد حكمتنا وتحكمت بنا لاكثر من ثلاثة عقود متوالية، اما النتائج فحدث ولا حرج تراهم قابعين في قصور مشيده، وما ادراك ما القصور المشيدة! انها قصور مطيفة ممذهبه للمصالح والسرقه مفروشة مذهبه، اما على المواطن الطيب فهي محرمه، وفك رقبه.

ايها اللبنانيون انظروا الى حالنا وحال ابنائنا في لحظة تفكر وتأمل واسألوا انفسكم.

يكفينا الالتفات الى ما يدور حولنا وما يدبر لنا، لندرك انه ليس من معين لنا ولبلدنا ولشعبنا طالما لم نصلح ذاتنا ونغير من نمط تفكيرنا وطالما بقينا نوالي جلادينا و زعماء طوائفنا نأتمر بامر منظومة الفساد التي فتكت بنا.

ايها الطيبون والطيبات ايها المواطنون المظلومون ايها اللبنانيون اسألوا انفسكم

الم يحن وقت الفطام عن زعماء الطائفه والتدبر دفاعاً عن حقوقنا و وحقوق الوطن الجامع لكل الثقافات والحضارات والاديان، وطن الرساله، وطن تفخر به اجيالنا.