أوضح النّائب ​أسامة سعد​، "أنّنا نؤيد الحوار اذا كان من اجل توافق ​لبنان​ي وطني على السياسة الدفاعية والخارجية للبنان، ولكن انتخاب الرئيس ما علاقته بالحوار؟ قد يكون هناك تشاور بين الأفرقاء السياسيين لتشكيل وزن معين لانتخاب رئيس معين"، متسائلًا: "هل نريد رئيسا يتوافق عليه كل اللبنانيين وكل دول ​اللجنة الخماسية​؟ فهل المطلوب حصول توافق أممي ومحلي لانتخاب رئيس جمهورية لبنان؟ فأي منطق هذا؟ إنه مصادرة لإرادة ​الشعب اللبناني​".

وشدّد، في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، على "أنّنا نريد دولة وطنية تؤمن للبلد سياسة دفاعية وخارجية واحدة، وتعالج ازمات البلد المالية والاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية، وتؤمن نوعا من العدالة الاجتماعية، فالشعب اللبناني ليس بمقدوره التحمل اكثر من ذلك"، محملا القوى السياسية المتحكمة بمراكز القرار في الدولة، "مسؤولية ما وصلنا اليه"؛ معتبرا "اننا نعيش باللادولة في لبنان".

ودعا سعد، الكتل النيابية إلى "انتخاب من تراه مناسبا ومتوافقا مع توجهاتها وقناعاتها"، معتبرًا أنّ "الكلام المطروح عن وضع معايير ومواصفات معينة للرئيس، لا يتصل اطلاقا بالانتخابات التي لا يمكن ان تجري على هذا الاساس". وركّز على "أنّني مع انتخاب رئيس بما يتوافق مع موازين القوى الموجودة في البلاد. فاذا كانت تلك الموازين تسمح انتخاب فلان، فليكن. ونحن كنواب اما مع هذا الخيار او ضده، بمعنى أن نكون بموقع الموالاة او بموقع المعارضة"، رافضًا أن "نأتي بأي رئيس يكون لكل فريق له حصة فيه".

وأشار إلى "انني في جلسة الانتخاب الاخيرة، صوتت مع خمسة من النواب للوزير الأسبق ​زياد بارود​، اذ نعتبره هو الأقرب إلى تفكيرنا وخياراتنا، لذلك يجب ان تكون هناك اولوية كبيرة لسد ​الفراغ الرئاسي​، فهل يعقل ان تكون دولة وجمهورية بلا رأس، أو رأسها مقطوع، في ظل اوضاع صعبة وتحديات كبيرة، وعدوان اسرائيلي مستمر، بالاضافة إلى التحديات المرتبطة بالداخل اللبناني بسبب الانهيار السياسي والمالي والاقتصادي وتداعياته على الواقع الاجتماعي، اوضاع الناس الصعبة وتآكل مؤسسات الدولة؟"، جازمًا انه "لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال".

وعن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، أكّد "أنّنا نعيش حرب استنزاف متواصلة منذ 8 تشرين الأوّل 2023 بعد عملية "طوفان الأقصى"، وبدء العدوان الإسرائيلي الهمجي وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، فنحن نواجه أجواء حرب على جبهة ​جنوب لبنان​ مع العدو الإسرائيلي، وهذه الحرب قد تتوسع إلى حرب شاملة. وهذا الاحتمال وارد ولا يمكننا أن نسقطه، خصوصا ان العدو الإسرائيلي أعلن أكثر من مرة، انه أعد الخطط لعملية عسكرية كبرى في لبنان".

كما تساءل سعد، "إلى أي مدى ​الدولة اللبنانية​ بكل مؤسساتها، على جهوزية لمواجهة تداعيات حرب محتملة واسعة مع العدو الصهيوني، خصوصا ان لبنان يتكبد معاناة ومآسي كبيرة بفعل الفراغ الرئاسي، ومؤسسات الدولة وقطاعاتها المتعددة شبه منهارة، إضافة إلى عوامل الانقسام السياسي الفاضح والكبير حول الحرب وتداعياتها؟".

ولفت إلى "وجود حراك أميركي من خلال المبعوث ​آموس هوكشتاين​، وفرنسي ايضا، لتبريد الاجواء في لبنان"، ورأى أنّ "ما نحتاجه هو ممارسة الضغوط على العدو الإسرائيلي لوقف العدوان على ​غزة​ ولبنان". وثمّن "التحركات والمظاهرات في أميركا وأوروبا وغيرها من الدول، ضد الحرب الاسرائيلية، وهي لها تأثير كبير"، معتبرا ان "الولايات المتحدة ليس من مصلحتها توسيع الحرب"، ومشددا على "اهمية هذه الضغوط لوقف هذه الحرب التي تبقى احتمالاتها قائمة ومفتوحة".