لفت وزير الطاقة والمياه ​ريمون غجر​، إلى أنّ "موضوع الكهرباء و​المحروقات​ متشعّب للغاية، وهناك صعوبات تزداد في هذه الفترة بسبب مشاكل عدّة متراكمة" مبيّنًا أنّه "كان من المفترض أن تستلم "مؤسسة كهرباء ​لبنان​" شحنات معيّنة لتعود التغذية الكهربائيّة إلى طبيعتها في فترة الصيف، ممّا سيخفّض الضغط على مولدات الإشتراكات وعلى الطلب على مادّة ​المازوت​".

وأشار في حديث إذاعي، إلى "بدء وصول شحنات المحروقات مع وصول الشحنة الأولى الأسبوع الماضي، لترتفع القدرة الإنتاجيّة حوالى 370 ميغاوات في البواخر والمحرّكات العكسيّة، بالإضافة إلى وصول الباخرة الّتي تشغّل معملَي الزوق القديم و​الجية​، ومن المفترض أن يَبدأ تفريغ حمولتها ليبدأ العمل في المعملَين مطلع الأسبوع المقبل، لتصل بعد ذلك باخرة ​الغاز​ أويل ليل الإثنين، ليبدأ العمل بمعملي ​دير عمار​ و​الزهراني​؛ وبالتالي سيبدأ الناس بملاحظة التحسّن بالتغذية".

وعن عدم تحسّن وضع الكهرباء في كلّ المناطق، شرح غجر أنّه "عندما تتقلّص القدرة الإنتاجيّة من 1700 ميغاوات إلى 500 ميغاوات، هناك مناطق تستفيد من هذا الأمر، إذ لا يمكننا توزيع الكهرباء بالتساوي عندما تكون لدينا هذه الكميّة القليلة، أي أنّ هناك مناطق ازدادت التغذية فيها ساعة أو اثنتين، ومناطق أُخرى لم تزدد بسبب وجود خطوط 60 ألف و120 ألف، وإذا لم تكن موصولة مع الـ220، عندئذ لن يكون بإمكان الكهرباء الوصول إلى كلّ المناطق".

وأوضح أنّ "المناطق الّتي استفادت قليلة، ولكن على مستوى لبنان، الناس لن تلمس التحسّن إلّا بعد بدء عمل المعامل الستة الكبرى لتعود الأمور الى طبيعتها". وقدّر أن "يعود وضع الكهرباء إلى طبيعته بدءًا من يوم الأربعاء مع وصول البواخر الثلاث، بالإضافة إلى وصول باخرة المازوت الّتي تفرّغ حمولتها في ​مرفأ طرابلس​، ليتمّ البدء بتسليم هذه المادّة ابتداءً من يوم غد الأحد، ومن ثمّ يتمّ تسليم المازوت إلى ​معمل الزهراني​ يوم الإثنين"، كاشفًا عن "آليّات جديدة سيتمّ اتباعها في موضوع تسليم مادّة المازوت. ومع عودة الكهرباء الى طبيعتها، الطلب على المازوت سيخف".

وأكّد أنّ "جهودًا كبيرة بُذلت في سبيل تحسين وضع الكهرباء، واضطررنا في ​وزارة الطاقة والمياه​ إلى وضع آليّات خاصّة للخروج من الأزمة". وعن سبب تأخّر الحلول، ذكر أنّ "بعض المشاكل حصلت في تزويد لبنان بالمشتقّات النفطيّة من شركة "سوناتراك"، بالإضافة إلى ​الفيول​ المغشوش وغير المطابق، إلى جانب تحذير "سوناتراك" لبنان بأنّها لن تورّد الفيول إليه إلّا في حال عودة الأمور إلى طبيعتها، إلى أن أبدت موافقتها على استكمال العقد معنا حتّى نهاية 2020 لنطلب منها بدورنا ضرورة إدخالها الشحنات بشكل نظامي".

كما ركّز غجر على "أنّنا مجبرون على إبلاغ "سوناتراك" بالكميّة والنوعيّة الّتي نحتاجها، بالإضافة إلى تاريخ وصولها، فكلّ باخرة تحتاج إلى 20 يومًا لكي تصل، وهو التاريخ الّذي أدّى إلى ​أزمة الكهرباء​ لأنّهم رفضوا تسليمنا الطلبات القديمة، وبالتالي بدأ تقلّص المخزون لدينا في كلّ المعامل، ما اضّطرنا إلى تزويد تلك المعامل بالمازوت من المنشآت حتّى لا تنطفئ كليًّا".

وشدّد على أنّ "موضوع الشحنات ليس مرتبطًا بمشاكل ماليّة، لأنّ الأموال متوفرة والاعتمادات لم تواجه مشاكل في السابق، ولكن بعد ​الوضع المالي​ الحالي أصبح يستغرق وقتًا أكثر لأنّ البنوك المراسلة في الخارج أصبحت تدقّق أكثر في موضوع الاعتمادات، فأصبحت الشحنة تستغرق 20 يومًا بين الطلب والتسليم، وهو تمامًا المحظور الّذي وقعنا فيه، ممّا تسبّب بضغط كبير على المنشآت و​القطاع الخاص​ لاستيراد مزيد من المازوت للمولدات والشركات؛ ممّا اضطرّنا لشراء باخرة مازوت كلّ خمسة أيّام بدلًا من 20 يومًا".

وأعلن أنّ "كلّ المعامل ستبدأ العمل الأربعاء والتحسّن سيكون ملموسًا، وأنّ معملَي الزوق والجية سيبدآن بالعمل الإثنين، ليبدأ دير عمار والزهراني الأربعاء، الى جانب معامل المياه، فتكون جميع المعامل بدأت فعليا بالعمل". ولفت إلى أنّ "الطلب مرتفع وقدرتنا الإجماليّة تصل إلى 1500 - 1700 ميغاوات، في حين لم يتعدّ 500 ميغاوات في خضم الأزمة، إلّا أنّ الطلب على المازوت لمولدات الإشتراك سيخفّ ويعود الى طبيعته". ووعد اللبنانيّين بأنّهم "سيلمسون التحسّن بالتغذية بدءًا من الأربعاء"، شارحًا "ما تواجهه الاعتمادات من مشاكل مع البنوك الخارجيّة، وهو أمر ليس بيد وزارة الطاقة".