أشار البطريك الماروني ​مار بشارة بطرس الراعي​ في كلمة له في ​بقاعكفرا​، إلى أنه مر في خاطره "كل ​شهداء المقاومة​ ال​لبنان​ية التي بدأت عام 75 وتواصلت من فوج إلى فوج، ومر ببالي كل الشهداء الذين أريقت دمائهم من أجل لبنان من أجل أن نعيش بكرامة، الذي ثمنه كان دماء شهدائنا، ولم يموتوا عبثا، ونحن مدعوون لشهادة والإستشهاد المعنوي والروحي والوطني في سبيل لبنان".

وقال البطريرك: "نعم ​القديس شربل​ ابن بقاعكفرا يشفع بنا من السماء ولا يتركنا، وإذا كانت هذه الفكرة ​الجديدة​ التي ولدت في 5 تموز أي الحياد اللبناني الناشط والفاعل فهي تعود لشفاعة القديس شربل، وأعطانا جوابا من السماء لهذا ولدت الفكرة في القلوب الكثير من الأمل وهو ​صوت الشعب​ كله، وهي نعمة لكل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين ومن جميع طبقاتهم وأحزابهم وهي طبقة الخلاص من الواقع المر الذي نعيش فيه".

وأوضح أنه "إذا راجعنا تاريخنا، في أيلول 1920 كانت ولادة لبنان، ولم يكن هناك إجماع بل عقد وجود الكيان اللبناني، ووجد ​الدستور​ المميز، وعند 43 كان عقد السيادة والوحدة والعيش معا، وانطلقنا بالدستور والميثاق، وتجاوزنا محطتين خطيرتين، عام 58، ثم تجاوزنا ​الحرب اللبنانية​، وتجاوزنا مشاريع التقسيم التي راودتنا فيها الصحف كل يوم، بقوة دستورنا وميثاقنا، أي الإستقلالية والسيادة والوحدة، وكان صفير يسعى لاستعادة الوحدة والسيادة، وشاءت العناية الإلهية أن نحتفل بمئوية لبنان الكبير بعقد حياد لبنان أي عقدج استعادة كل قوة إستقلالنا ووحدتنا، وولدت في القلوب الفرح والرجاء".

وتحدث البطريرك عن ​الفقر​ و​البطالة​ والجوع والعطش، معتبرا أنه "أصبح نصف ​الشعب اللبناني​ بحالة يرثى لها، لكن عندما أطلت فكرة العقل الجديد عبر استعادة لبنان نسيوا وجعهم وانفتحت قلوبهم إلى الأمام، وهي مسؤولية علينا أن نجعل شعلة الفرح والرجاء في قلوبهم، وأصبح هناك نافذة نرى النور من خلالها".

وأعاد الراعي التشديد على أن الحياد "ليس طرحا سياسيا وطائفيا وفئويا ولا شخصيا، هذه حياة جديدة نستكمل بها تاريخنا الجديد، وليكن يوبيل 100 سنة، وسنكمل الطريق مع كل اللبنانيين، ونحن بحاجة للقاءات وحوارات فكرية لندرك أنها نموذيتنا جميعا، لأن لبنان لا يقدر أن يكون أكاديمية ​الإنسان​ والحضارات إذا بقينا بالحالة التي نحن بها، مشرذمين ومعزولين عن الشرق والغرب، ونحن نخجل أن نقول بأننا وطن اللقاء والرسالة، خلاصنا بهذا النظام الجديد وهو حياد لبنان الذي سيؤدي للنهوض الإقتصادي والإزدهار".