مع تكرار حرائق الكنائس في ​فرنسا​، بدءًا بحريق كاتدرائيّة "نوتردام دو باري"، في 15 نيسان 2019 السّابعة إِلاّ عشر دقائق مساءً، بتوقيت وسط أُوروبا الصّيفيّ، وصولاً إلى حريق "كاتدرائيّة نانت" في 19 تمّوز الجاري، بدأت الشّكوك تنطلق في شأن أن يكون هذان الحريقان مفتعلَين، وأَن يكون ثمّة استهدافٌ آخر للكنيسة، من خلال تحويل "كاتدرائيّة ​آيا صوفيا​" جامعًا...

حريق نوتردام

فقد اجتاحت النّيران الجزء العلوي مِن "كاتدرائيّة نوتردام دو باري"، بما في ذلك بُرجا الجرس والمستدقّة المركزيّة الّتي انهارت. وصفت عمدة ​باريس​ ​آن هيدالغو​ حينها، الحادث بأَنّه حريقٌ "رهيبٌ". وأُخليت جزيرة المدينة الّتي تقع فيها الكاتدرائيّة.

وفي غُضون ساعاتٍ، فتح مكتب المُدّعي العامّ في باريس تحقيقًا في شأن الحريق، بقيادة مُديريّة الشُّرطة القضائيّة لباريس، غير أَنّ سبب الحريق لم يُعرف فورًا، بل تمّ التّعامل معه على أَنّه "عرضي"، فيما ذكر المُحقّقون أَنّ "حُدوث تماسٍ كهربائيٍّ" على الأَرجح هو السّبب في اشعال شرارة النّار في حريق "كاتدرائيّة نوتردام".

حريق "نانت"

غير أَنّ حريق كاتدرائيّة "نانت"، لم ينضوِ تحت عنوان "الظُّروف الغامضة"، بل قبضت السُّلُطات على أَحد المُتطوّعين، بعد الحريق الّذي شبّ في مبنى "كاتدرائيّة القدّيسَين بطرس وبولس" في مدينة "نانت" الفرنسيّة. وكان اللاجئ الرّوانديّ احتُجز بتهمة الإِغلاق، قبل يومٍ واحدٍ مِن تدمير الحريق زجاج النّوافذ المُلوّن والأُورغن الكبير داخل الكنيسة. إِلاَّ أَنّ جهات التّحقيق، لم تُعلن بعد اسم المُتّهم حتّى الآن.

هذه المرّة رجّحت التّحقيقات أَن يكون الحريق كان مُتعمّدًا، إِذ شبّت النّيران في ثلاثة أَماكن في الموقع نفسه. وقد تمكّن 100 رجل إِطفاء مِن "فرق مُكافحة ​الحرائق​"، مِن إِهماد النّيران الّتي اندلعت في المكان، ونجحوا في تجنُّب تدمير مبنى الكاتدرائيّة.

وهذه المرّة، أَعلن قائد فريق الإِطفاء المحليّ في "نانت"، "احتواء حريق الكاتدرائيّة"، مُضيفًا أَنّه "ليس سيناريو نوتردام". غير أَنّها ليست المرّة الأُولى الّتي يندلع فيها حريقٌ في الكاتدرائيّة، فقد تضرّرت من قصف الحُلفاء في عام 1944، إِبّان الحرب ​العالم​يّة الثّانية، ومِن ثمّ حدث دمارٌ كبيرٌ إِلى حدٍّ ما لسقفها، في العام 1972. وقد أُعيد بناؤُها بعد 13 عامًا بهيكلٍ خرسانيٍّ حلّ محلّ السّقف الخشبيّ.

كما وشهدت مدينة "نانت" حريقًا ضخمًا آخر، في العام 2015، أَتى على جزءٍ مِن كاتدرائيّة "سان دوناتيان"، الّتي ترجع إِلى القرن التّاسع عشر.

أَصدفةٌ أَم مُخطّطٌ شيطانيٌّ؟

وجاء حريق "كاتدرائيّة نانت"، بعد حوالي عام مِن حريق "كاتدرائيّة نوتردام" في باريس. كما وتزامن مع إِعلان الرّئيس الفرنسيّ ​إيمانويل ماكرون​، "مشروع ترميم المُستدق الأَيقونيّ للكنيسة"، لإِعادته إِلى حالته الأُولى، ما قضى على تكهُّناتٍ كانت تُشير إِلى أَنّ هذا الجزء من الكاتدرائيّة، سيُبنى على طرازٍ أَحدث. فهل مِن المُصادفة أَن تحصُل تلك الأُمور أَم أَنّ مُخطّطًا شيطانيًّا يرمي إِلى استهداف الكنيسة الكاثوليكيّة من بوّابة فرنسا، والكنيسة الأُرثوذكسيّة من البوّابة التّركيّة، وعبر تحويل كاتدرائيّة "آيا صوفيا" جامعًا؟ وفي هذه الحال فإِنّ الرّئيس التّركيّ رجب طيّب أَردوغان، يُنفّذ أجندة مَن؟.

بروتوكولات "حُكماء صُهيون"

قد تكون الإِجابة عن السُّؤَال أَعلاه، في وثائق حملت عُنوان "بروتوكولات حُكماء صُهيون" أَو "قواعد حُكماء صُهيون"، وقد قيل عنها إِنّها "وثيقة مُزيّفة"، غير أَنّ الأَحداث التّاريخيّة على علاقةٍ وثيقةٍ بها...

هي تتحدّث عن "خطّةٍ لغزو العالم"، أُنشِئت من قِبَل ​اليهود​، وتتضمن 24 بروتوكولاً. وفي العام 1901، كتَبَ هذه الوثيقة ماثيو جولوڤينسكي، مُزَوِّر ومُخبر من الشُّرطة السّياسيّة القيصريّة، وكانت مُستوحاةً من كتاب "حوار في الجحيم بين مونتسكيو وميكافيلي"، للمُؤَلّف موريس چولي، الّذي يُشير في كتابه إِلى وجود خطّةٍ زائفةٍ ومُسبقةٍ لغزو العالم من نابليون الثّالث، وقد تم تطويرها من "مجلس حُكماء اليهود" بهدف تدمير المسيحيّة، والهيمنة على العالم.

ويحتوى هذا الكتاب على ​تقارير​ عدّة تكشف "خطّةً سريّةً للسّيطرة على العالم، تعتمد على العُنف والحِيَل والحُروب والثّورات، وترتَكز على التّحديث الصّناعيّ والرّأسماليّة، لتثبيت السُّلطة اليهوديّة.

وفي 17 آب 1921، أعلَنَت جريدة "​تايمز​" أَنّها أَخطأَت في نشر مقالةٍ "مُزوّرةٍ" عن حُكماء صهيون، واستخلصت أَنّ المقالات تزويرٌ أَدبيٌّ لكتابٍ فرنسيّ، وتم نشر سلسلة من المقالات الّتي وصفت "عمليّة التّزوير"، لكنّ الصّحيفة لم تستطع إِقناع الكثير مِن النّاس، بما أَنّ الموضوعات الّتي تتضمّن "البروتوكولات"، استُؤنفت على مدار السّنوات التّالية، في الكثير من ​الكتب​ في شأن ​العلوم​ الزّائفة، الجدليّة أَو الخياليّة، المُعادية للسّلام، والّتي كانت نُشِرَت في كُلّ أَنحاء أُوروبا.

وفي العام 1921، طُبع النّصّ الكامل للبروتوكولات في الولايات المُتّحدة، وفي العام 1934 نشر الطّبيب السّويسريّ زاندر Dr. A. Zander سلسلةً من المقالات يصف فيها "البروتوكولات" بأَنّها حقيقة تاريخيّة، ولكنّه تعرّض للمُحاكمة لنشرها.

الحرب اليهوديّة على المسيحيّة

وفي كتاب "اليهوديّة العالميّة وحربها المُستمرّة على المسيحيّة" (ص 55- 59) يقول إِيليّا أَبو الرُّوس: "إِنّ الاعتقاد السّائد لدى اليهود تبعًا لنصوص (التّلمود)، أَنّهم إِذا لم يضعوا دم المسيحيّ في خُبز الفطير في ​عيد الفصح​، فإِنّ الفطير ينتن، ودم المسيحيّ ضروريّ؛ لأَنّه تذكارٌ لما أَمر (الله) به بني إِسرائيل بأَن يُلطّخوا أَبواب بيوتهم بدم الحمل المذبوح بعيد الفصح، عندما كانوا تحت عُبوديّة فرعون، ومِن ثمّ هم يستعملون هذا الدّم في الرّشّ على طاولات الطّعام قبل العشاء السّريّ، ويضعون منه قليلاً في الخمر، ومِن ثمّ يلعنون الدّيانة المسيحيّة. وقد شرح ذلك الكاتب الفرنسيّ (هنري ديبورت) في كتابه "سر الدّم لدى اليهود في كُلّ الأَزمنة"، وسرّ الدّم المكتوم لا يبوح به أَحدٌ مِن اليهود، بل يبقى في خفايا صدورهم مُحرّمًا على أَقلامهم وأَلسنتهم، وإِذا اضطُرّ أَحدهم إِلى ذكره في مؤلفٍ، كان ذلك تحت إِشاراتٍ رمزيّةٍ لا يفهمها أَحدٌ سواهم كأَن يقولوا: ديكًا، ويقصدون به طفلاً.

وقد اكتفى الحاخامات الّذين رفضوا المُعتقد التّلموديّ بالقول: إِنّ اليهود يستنزفون دماء المسيحيّين، ولكن لم يَقُل أَحدٌ منهم كيف ولماذا وذلك خوفًا من أَن ينالهم أَذى اليهود"...

أردوغان​ حليفًا؟

إذا صحّت احتماليّة عدم المُصادفة في مسأَلة تعرُّض الكنائس في فرنسا كما وفي ​تركيا​ وكذلك في دولٍ عدّةٍ لمؤامرةٍ "صهيونيّة"، يكون ضرب الكنيسة عنوانًا من عناوين تحالُف أَردوغان مع "حُكماء صهيون" الجُدُد!...