وجه رئيس تحرير ​النهار​ الاسترالية الزميل انور حرب كتابا مفتوحًا الى ​وزير الخارجية​ ​ناصيف حتي​ قال فيه "كنا نتوقع من الوزير حتي‮ ‬الذي‮ ‬اعتقدنا انه مستقل وغير منغمس في‮ ‬اوحال ال​سياسة​ وخلافاتها،‮ ‬ان‮ ‬يُطل على المنتشرين مثمناً‮ ‬دورهم في‮ ‬إنقاذ ​لبنان​ اقتصادياً،‮ ‬ومعتذراً‮ ‬منهم عما لحق بعرق جبينهم من خلال حجز ودائعهم المصرفية،‮ ‬وهم الذين كدوا وتعبوا وأرسلوا جنى عمرهم الى وطن آبائهم وأجدادهم رغم مآخذهم على بعض السياسيين الذين عاثوا فساداً‮ ‬ب​الدولة​ وأرزاق الناس ونهبوا وأكلوا الأخضر واليابس وهرّبوا أموالهم الى الخارج،‮ ‬في‮ ‬حين ان الشعب الفقير‮ ‬ينبش حاويات القمامة بحثاً‮ ‬عن لقمة‮ ‬يسد بها جوعه،‮ ‬علماً‮ ‬ان كرامته اصبحت بنظر ​السلطة​ شبيهة بمضمون الحاويات"‮.‬

اضاف "لكن أملنا بالدولة ورجالاتها،‮ ‬خيّبه الوزير حتي‮ ‬الذي‮ ‬كنا نأمل منه خيراً‮ ‬على اعتبار انه المؤتمن دستورياً‮ ‬على المنتشرين كونه‮ ‬يمثلهم في‮ ‬حقيبة تُعرف باسم‮ "‬وزارة الخارجية والمغتربين‮".‬

واعتبر "ان معاليه فاته ان ​الجامعة اللبنانية الثقافية​ مؤسسة مستقلة تستمد شرعيتها من المنتشرين وليس من السلطة،‮ ‬صال وجال ليصدر مذكرة الى البعثات الديبلوماسية‮ ‬،‮ ‬يعمم من خلالها قراراً‮ ‬يوصي‮ ‬الديبلوماسيين بالتعامل مع جامعة لبنانية ثقافية منتحلة صفة تمثيل حاملي‮ ‬الكشة أبناء ​الأرز​ المنتشرين تحت الشمس،‮ ‬متجاهلاً‮ ‬الجامعة الحقيقية التي‮ ‬شغل رئاستها ومجالس ادارتها لبنانيون شرفاء مشهود لهم بالوطنية والتضحية والاستقامة،‮ ‬وان كل واحد منهم قيمة اخلاقية ونضالية‮. ‬كما ان لهذه الجامعة‮ - ‬عكس التي‮ ‬اعترفت بها‮ ‬يا حضرة الوزير‮ - ‬فروعها وامتدادها في‮ ‬كل بلدان ​العالم​ ولها مكانتها وحيثيتها في‮ ‬الأمم المتحدة،‮ ‬ولها احترامها وتاريخها وفعاليتها،‮ ‬ولها قيمتها لدى البعثات الديبلوماسية والقنصليات التي‮ ‬تلقت هذا القرار العجيب الغريب المنحاز والمؤسف"‮.‬

وذكر الوزير حتي قائلاً ‮"‬كان سلفك ايها الوزير المحترم،‮ ‬النائب ​جبران باسيل​ رئيس التيار الوطني‮ ‬الحر،‮ ‬حريصاً‮ ‬على حقوق المنتشرين وعلى وحدة صفهم‮... ‬وقد‮ ‬يقول قائل ان مصلحة باسيل قد تكون في‮ ‬الاعتراف بجامعة دون أخرى ولكنه أبى،‮ ‬وتعامل مع الجميع واحترم الجميع ورفض ان‮ ‬يدق إسفيناً‮ ‬بين المكونات‮.‬

وفاتك ايضاً‮ ‬ان قرارك هذا ستكون له تداعيات سلبية،‮ ‬فالانتشار ليس مجرد بقرة حلوب،‮ ‬وتفاوضكم المتعثر مع ​صندوق النقد​ الدولي‮ ‬كان‮ ‬يمكنكم الاستغناء عنه واستبداله بـ"صندوق النقد الانتشاري‮". ‬ولكننا اليوم تأكدنا ان أهميتنا كجناح آخر حمل وطن الأرز في‮ ‬وجدانه واهتماماته،‮ ‬ليس في‮ ‬قاموس بعض السياسيين"‮.‬

واعتبر "انه ‮ ‬لدينا سفراء وقناصل عامون‮ ‬يرفعون الرأس،‮ ‬وهم‮ ‬يتعاملون مع الانتشار في‮ ‬أكثر البلدان وخاصة في‮ ‬اوستراليا،‮ ‬بحكمة ووعي‮ ‬ووطنية وسواسية دون التدخل في‮ ‬خصوصيات هذا الفريق او ذاك،‮ ‬ولهم من كل المكونات والفئات كل الاحترام والمحبة،‮ ‬فلماذا زجّهم في‮ ‬أتون خلافاتكم وثقافتكم القائمة على مبدأ‮ "‬فرّق تسد‮"‬،‮ ‬وهل مشروعكم هو نقل عدوى ولوثة الخلافات الى الانتشار"؟‮!‬

وختم ‮"‬كنا نأمل منك ان تكون عملياً‮ ‬مستقلاً‮ ‬في‮ ‬حكومة قالوا عنها انها مستقلة،‮ ‬فتقف،‮ ‬إن لم‮ ‬يكن مع‮ "‬أم الصبي‮" ‬فعلى الحياد على الأقل وفي‮ ‬نفس المسافة بين الجميع،‮ ‬على أمل ان تتمكن من توحيد الجامعة‮. ‬ولكن سياسة تمزيق الوطن تبدو انها منسحبة ايضاً‮ ‬على سياسة تمزيق الاغتراب‮. ‬انما لدى بعثاتنا الديبلوماسية الوعي‮ ‬والقدرة والحكمة،‮ ‬ولدى المسؤولين في‮ ‬الانتشار الادراك بان‮ ‬يظلّوا موحدين وإن تباينت مواقفهم وانتماءاتهم‮.‬

فلبنان‮.. ‬لبناننا‮ ‬يجمعنا ولن‮ ‬يفرقنا‮.. ‬ولذا سنردد مع‮ “‬النبي‮" ‬جبران‮: ‬لكم لبنانكم ولنا لبناننا"‮.