اشار رئيس الحكومة السابق ​فؤاد السنيورة​ الى ان الحقيقة أنّ هناك جريمة ارتكبت بوضح ​النهار​ في حق ال​لبنان​يين وهذا امر فيه الكثير من الالتباسات وتحيط به الشكوك: كيف تأتي ​باخرة​ ليست متوجهة الى لبنان. إذ أنها كانت متوجهة كما قيل الى الموزنبيق وآتية من البحر الأسود من ​جورجيا​. وبالتالي، كانت محملة بكل هذه الاحمال. وهي باخرة عتيقة لا تستطيع ان تتحمل الإبحار لمسافات طويلة. فجأة قيل لها يجب ان تذهبي الى ​بيروت​ من اجل ان تحملي كمية إضافية قيل إنها من الحديد المسلح. وبالتالي، تبين وعند وصولها إلى الشواطئ اللبنانية وبحسب ما يقال انها غير قادرة على أن تحمل أي كمية إضافية. وبالتالي، فقد أجبرت على البقاء في ​مرفأ بيروت​ وتراكمت عليها الرسوم. وبالتالي، وبفعل فاعل، وبيد خفية جرى تفريغ الحمولة ووضعت في أحد العنابر للجمارك. أي حمولة؟ لقد كانت تحمل حمولة بمثابة قنابل متفجرة أودعت في أحد العنابر في المرفأ، والتي هي على مسافة قصيرة جداً من وسط ​مدينة بيروت​، وبالتالي بقيت هذه الحمولة هناك 6 سنوات. وعلى ما يبدو أنها كانت من دون حراسة، وأنه كانت هناك فتحات في العنبر تسمح لمن يريد ان يدخل إليها، ويعبث بمحتوياتها، ويبدو أنه كانت هناك إمكانية لإخراج بعضاً من تلك المواد. وهذا الأمر من الضروري أنت يتناوله التحقيق النزيه ليتحقق منه أو ينفيه.

ولفت السنيورة الى ان الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ تحدث مع جميع السياسيين وتحديداً رؤساء المجموعات السياسية الأساسية في لبنان. طبعاً هناك سياسيين يلزمهم جرعات بنسبة 100% وآخرون 50 او 40 او 30% ولكن كلهم بحاجة الى ان يدركوا ان الدنيا قد تغيرت، وأن هذا الأسلوب الذي يتبعه أولئك السياسيون قد انتهى، ولاسيما عندما يستعملون ​الدولة اللبنانية​ مطية من اجل تنفيذ مآربهم ومطامعهم السياسية، ويحاولوا أن يستتبعوا الدولة بإداراتها ومؤسساتها لخدمة مصالحهم الانتخابية. هذه هي المشكلة عندما تصبح الإدارات مستعمرات لتلك الأحزاب والميليشيات، وتصبح الوزارات والإدارات مستعمرات لكل حزب من الأحزاب. وعندها تصبح الدولة اللبنانية عملياً مخطوفة ومُتسلَّط عليها من قبل تلك الدويلات، ولاسيما دويلة ​حزب الله​. هذه هي المشكلة التي نراها والتي أصبحت تتهدد الدولة اللبنانية بالانهيار. ذلك مما دفع بالرئيس ماكرون ان يطلق إنذاراً، أنه انتبهوا إيها ​اللبنانيون​ سيأتي يوم بعد أشهر لا يمكنكم حتى أن تستوردوا لقمة غذاء ولا يمكنكم ان تستوردوا قمحا ولا يمكنكم ان تستوردوا نفطاً. الأمل أن يكون هذا النداء وهذه الصرخة التي قام بها الرئيس ماكرون كافية لاستحثاث أولئك السياسيين من اجل استخلاص العبر والنتائج.