مع اقتراب بدء ​العام الدراسي​ الجديد، لا يزال التلاميذ ينتظرون مصيرهم، لا سيّما أن مواعيد افتتاح ​المدارس​ أصبح على الأبواب ولا يزال وباء ​كورونا​ ينتشر ويسجّل عددا مرتفعا من الاصابات، إضافة لتبعات الانفجار الذي هزّ مدينة ​بيروت​ والذي جعل من العودة الى مقاعد الدراسة أمراً صعباً، بعد الضرر الّذي أصاب عددا من المدارس في محيط الإنفجار. وأمام هذا المشهد يبقى السؤال الاهم: "ما مصير العام الدراسي المقبل"؟.

مدارس تضررت

"بحسب المعلومات هناك حوالي 12 مدرسة خاصة تضررت بشكل كبير جدا في بيروت وتحديدا في ​الجميزة​ وضواحيها حيث الاضرار بالغة جدا". هذا ما يؤكده نقيب المعلمين ​رودولف عبود​، مشيرا الى أن "أغلب تلك المدارس هي بلا أبواب ونوافذ والاضرار تتراوح بين الأمكنة فبعضها يحتاج الى تأهيل فيما البعض الاخر متضرر بشكل كبير"، معتبرا أن "الأهم في الوقت الحالي تحضير صفوف جاهزة لاستقبال التلاميذ في حال لم يتخذ القرار بالتعلّم عن بعد في بداية العام"، لافتا في نفس الوقت الى "وجود وعود ب​مساعدات​ للترميم وغيرها". بدورها، تشدد مصادر في ​وزارة التربية​ على ضرورة التطلّع بإيجابية الى كلام رئيس ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ حسّان دياب الذي أكد أن الأولوية في الوقت الراهن هي لترميم ​المستشفيات​ والمدارس، مضيفة: "فيما خص الثانية أعربت جهات مانحة عدّة عن رغبتها بالمساعدة على الترميم، في الوقت الذي بدأت فيه بعض المدارس بإجراء الإصلاحات اللازمة لانطلاق العام الدراسي الجديد".

حلّان لانقاذ العام الدراسي!

وبما يخص أزمة كورونا، تشير المصادر الى أن "الوزارة اعدت خطتين يتم دراستهما لاتخاذ القرار المناسب، الأولى تجمع بين الحضور إلى المدرسة والتعلم عن بعد، والثانية هي التعليم عن بعد بشكل كامل". مضيفة: "اذا اخترنا الثانية، فهناك تجهيزات نحتاج اليها من الحواسيب والانترنت و​الكهرباء​ وغيرها وكلها تحتاج لأموال، وهناك تواصل مع الجهات المانحة للمساعدة على تأمينها".

من جهته، يعتبر نقيب المعلمين أننا "كأساتذة حاضرون لكل الاحتمالات سواء للتعليم عن بعد أو التعليم المدمج"، مشيرا الى أن "المصاعب التي يمكن أن تواجهنا ستكون تقنيّة وليست تعليميّة".

صرف اساتذة

يضيف عبود: "منذ السابع عشر من تشرين الأوّل الفائت و​الاساتذة​ يعانون، وهناك حوالي 3000 منهم تم صرفهم قبل أزمة كورونا"، لافتا الى أن "عدداً منهم دُفعوا الى الاستقالة ليحصلوا على تعويضاتهم من الصندوق الخاص ب​نقابة المعلمين​".

اذا يواجه القطاع التعليمي ازمة حقيقية يصعب الخروج منها بسهولة، فهل تنجح المساعدات في اعادة التلاميذ الى مقاعد الدراسة، أم أن التعليم عن بعد سيكون هو الحل الذي سيفرض نفسه أمام جائحة "كورونا"؟!.