لفتت صحيفة "الإندبندنت" في مقال، إلى أنّ "أداء الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، في مؤتمر ​الحزب الجمهوري​ يذكّر بالرئيس ​العراق​ي الراحل ​صدام حسين​"، موضحةً أنّ "الخطابات السياسيّة خلال الأيّام القليلة الماضية في المؤتمر، تُمثّل نبرة سامّة من القومية الأميركيّة الّتي تُلهب أعمال ​العنف​ وخرافات التفوّق".

وركّزت على أنّ "تبجيل الزعيم، الّذي أظهره المشاركون في المؤتمر، يذكّر بمؤتمرات "حزب البعث" في العراق الّتي كانت تمجّد صدام حسين وتَعتبره القائد المنقذ. فجميع الخطابات كانت مدحًا وتمجيدًا. وتنافس الخُطّاب في ذلك، محوّلين الفشل الذريع إلى انتصارات عظيمة"، منوّهةً إلى أنّ "الجميع تجاهل تعامُل ترامب الكارثي مع أزمة فيروس "كورونا"، الّذي أودى بحياة 180 ألف أميركي".

وبيّنت الصحيفة أنّ "كذلك فَعل صدام حسين منذ 30 عامًا، عندما تحدّث أمام أنصاره عن "أم المعارك" في ​الكويت​، واصفًا إيّاها بأنّها انتصار عراقي عظيم"، مشيرةً إلى أنّ "ترامب يواجه مشاكل مماثلة لتلك الّتي واجهها صدام، وأنّه يعالجها بالأسلوب الّذي اتّبعه الزعيم العراقي الراحل في حياته".

وتساءلت: "كيف تصوّر للناس هزيمة نكراء على أنّها انتصار عظيم؟ الأسلوب واحد عند المستبدّين، وهو أن يكذب الزعيم ويتّهم القوى الخارجيّة والخصوم في الداخل ويحمّلهم مسؤوليّة كلّ الشرور. فعندما تحدّث ترامب عن ​فيروس كورونا​، قال: "عندما انتشر الفيروس الصيني في بلادنا، حشدنا له أكبر الحشود الأميركيّة منذ الحرب العالمية الثانية".

وركّزت على أنّ "الحكّام المستبدّين عبر العصور كانوا دائمًا يحرصون على إظهار جوانب الطيبة والرأفة فيهم بالإفراج عن ​السجناء​، وها هو ترامب يلتزم بهذا التقليد، إذ أصدر في برنامج تلفزيوني مباشر عفوًا عن لصّ أُدين بالسطو على مصرف. وظهر ترامب على التلفزيون أيضًا وهو يشرف على حفل منح الجنسيّة الأميركيّة لعدد من ​المهاجرين​ الّذين كان يصفهم بأنّهم مجرمون وتجّار ​مخدرات​".

كما ذكرت أنّ "من بين السخافات الّتي جاءت في خطاب ترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري، هي ترديده لعبارة أنّه "أعاد ل​أميركا​ عظمتها"، وهو في الواقع من ساهم في تراجع نفوذها".