بعد مرور 3 أسابيع على تقديم رئيس حكومة تصريف الأعمال ​حسان دياب​ إستقالته، كلف السفير اللبناني في برلين ​مصطفى أديب​ بتشكيل ​الحكومة​ الرابعة في عهد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، في ظرف حساس يمر به لبنان ويحتاج إلى حكومة تستطيع أن تحصد دعم المجتمع الدولي، لا سيما أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تسير على قدم وساق.

في الصباح، انطلقت الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف مع رؤساء الحكومات السابقين: ​سعد الحريري​، تمام سلام، نجيب ميقاتي، الذين سموا اديب، بينما تحفظ نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي على تسمية أي شخصية ووضع ورقة بيضاء في عهدة الرئيس عون. كتلة "الوفاء للمقاومة" سمت اديب، وقد أعلن رئيسها النائب ​محمد رعد​ أن الكتلة أكدت لرئيس الجمهورية الرغبة في التعاون الكامل، ودعت لمثل هذا التعاون لما فيه مصلحة لبنان خدمة للأولويات، من أجل تحقيق الاصلاح واعمار بيروت والنهوض بالوضع النقدي.

"التكتل الوطني" سمى أديب أيضاً، وأكد باسمه النائب ​فريد الخازن​ الحاجة إلى الإصلاحات، متمنياً أن تكون هذه الخطوة بادرة خير للبنان، وأملاً أن يتم تشكيل الحكومة من أصحاب ​الكفاءات​. في حين طالب رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب ​تيمور جنبلاط​، الذي سمى أديب، باجراء ​انتخابات​ نيابية مبكرة ووضع قانون انتخابي جديد لا طائفي، قائلاً: "نحلم بدولة مدنية ونأمل أن تتشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن".

كتلة "الوسط المستقل" سمت أديب، في حين لم تسم كتلة "اللقاء التشاوري" أي شخصية لأسباب عديدة، بحسب ما أكد النائب الوليد سكرية، الذي انتقد ما اسماه "بدعة" تسمية رؤساء الحكومات السابقين لرئيس الحكومة العتيد، أما تكتل "الجمهورية القوية" فقد سمى السفير السابق نواف سلام، حيث أعلن النائب جورج عدوان أننا "لم نعد نملك ترف الوقت وحان الوقت لاعلان تغيير"، مشيراً إلى أن إختيار سلام يعود إلى الثقة باستقلاليته ونظرته السيادية".

أما تكتل "لبنان القوي"، فقد سمى أديب استجابة لخيار الفريق السياسي الأكثر تمثيلاً لموقع رئاسة الحكومة، بحسب ما أكد رئيس التكتل النائب ​جبران باسيل​، ولأنه صاحب خبرة في المجال الحكومي، وأيضاً لكونه سفيراً ويستطيع التواصل مع المجتمع الدولي". والأمر نفسه ينطبق على كتلة "ضمانة الجبل" التي سمت أديب، وأمل النائب طلال أرسلان، الذي تحدث باسمها، أن تحمل الحكومة العتيدة برنامج أمل لحل الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. في حين دعت كتلة نواب الأرمن، التي سمت أديب، إلى تشكيل حكومة انقاذية تتمثل فيها أوسع شريحة من المجتمع اللبناني.

90 صوتاً هي الحصيلة النهائية التي حصل عليها مصطفى أديب من أصوات النواب، في مقابل 16 صوتاً للسفير السابق نواف سلام، وصوت واحد للوزيرة السابقة ريا الحسن وآخر للوزير السابق الفضل شلق. وبعد انتهاء الاستشارات تم استدعاء أديب إلى القصر الجمهوري، وتمنى على الكتل السياسي تسهيل تشكيل الحكومة لأن المرحلة دقيقة، معلناً العمل على تشكيلها سريعاً. ولاقاه في تمنياته رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ الذي قال، أثناء مغادرته ​بعبدا​، "عقبال الحكومة سريعاً".

في المحصلة، انضم ​مصطفى اديب​ إلى نادي رؤساء الحكومات لتبدأ مرحلة تأليف الحكومة، في وقت يستعد لبنان لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فهل تكون الزيارة دافعاً اضافياً للاسراع بتشكيل حكومة انقاذية سيادية كما أعلن أديب؟