برعاية ومشاركة رئيس الجامعة ال​لبنان​ية ​فؤاد أيوب​، نظمت كلية ​العلوم​ وكلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال بالتعاون مع مركز المهن والابتكار وريادة الأعمال (Centre MINE) ​المنتدى الوطني​ الافتراضي الأول حول نظام التعليم الإلكتروني وتقنيات التعليم الحديثة، وذلك على مدى يومين في ١٥ و١٦ أيلول ٢٠٢٠، واعتبر أيوب أنه "لم يكُن الأمرُ تحوُّلًا اختياريًّا أو تجربةً عمليّة فرضتها الصُّدفة، بل إنّ "​فيروس كورونا​" وضعَ التعليمَ في العالمَين العربيّ والغربيّ أمام أصعبِ الاختبارات ومنها، اختبارُ الانتقالِ إلى عصرِ التحوُّل الرقميّ في التعليم واختبارُ الجهوزيةِ اللوجستية لإتمامِ تلك العملية واختبارُ مسؤوليةِ الدولة لتسهيلِ تنفيذِها، فضلًا عن اختبارِ جهوزيةِ الأساتذة والطلاب والأهل لمواجهةِ "منظومةِ التعليم والتعلّم عن بُعد".

وخرج المنتدى بمجموعة من التوصيات، فعلى المستوى التشريعي "وجوب استصدار القوانين اللازمة لتلبية متطلبات التعليم من بعد، إنشاء هيئة اعتمادية للتعليم العالي والإكتروني تعنى بوضع معايير البرامج الإلكترونية، وإنشاء مؤسسة وطنية متخصصة في التعليم من بعد، تشكل مرجعية علمية تربوية للمؤسسات التربوية التي تريد استخدام هذا النموذج من التعليم، وضرورة أن تتضمن التشريعات لائحة بأنواع الشهادات في مسارات محددةتتلاءم مع هذا الأسلوب الجديد للتعليم في لبنان وتحديد المستلزمات التقنية والبشرية الواجب توافرها لدى المؤسسات التعليمية والطلاب قبل الشروع باستخدام هذا النموذج".

ومن التوصيات على المستوى التربوي والاجتماعي "بناء أسس معرفية تربوية جديدة تتناغم مع هذا النموذج التعليمي الجديد من خلال إخضاع الطاقم التدريسي إلى دورات تدريبية خاصة ببرامج التعليم من بعد لا سيما على مستوى المحتوى والتقديم، والتشديد على أهمية أن تنتج المؤسسات التعليمية خريجين قادرين على التعامل مع مشكلات لم نعرفها بعد ووظائف لم توجد بعد واستخدام تقنيات لم تتوفر أيضًا، والعمل على هندسة وتفكيك المنظومة التعليمية لتكون قادرة على التنبؤ بالمعوقات ولكي تستمر ديمومتها في العمل في مختلف الظروف، وإخضاع الطاقم التدريسي إلى دورات تدريبية خاصة بعملية التقييم من بعد لا سيما بطريقة مبتكرة من خلال أسئلة النقد والتحليل والبحث، وإعادة النظر في مستلزمات التعليم من بعد بدءًا من البنية التحتية العامة وصولًاإلى دراسة التغييرات السلوكية للمتعلم، وإعداد مناهج أكاديمية تواكب عملية التعليم من بعد، وأهمية العمل على إنشاء ماستر في كلية التربية متخصص في تدريب الأساتذة الجامعيين على طرق التعليم الحديثة، ودراسة الواقع الاجتماعي في حال اعتماد التعليم المدمج مستقبلًا لاسيما في مراحل ما قبل الجامعة، وإعادة النظر في دور الجامعة في حال اعتماد التعليم المدمج مستقبلًا باعتبارها مساحة تفاعل على المستوى الأكاديمي والنشاط السياسي والفكري والرياضي للطلاب، وتشجيع الطلاب على الانخراط في عملية التعليم من بعد من خلال التفاعل البناء بين الأستاذ وطلابه إضافة إلى إيجاد تناسق في المواد التعليمية ودعم أصحاب المصلحة بكل الوسائل الممكنة".

وأتت التوصيات على المستوى التقني والبنية التحتية "ضرورة تغيير مبادئ التسعير والتعرفة التي تعتمدها ​وزارة الاتصالات​ للباقات المعروضة، وذلك لتتمكن مختلف شرائح المجتمع لا سيما الفقيرة منها من الاشتراك في الباقات ذات الجودة العالية (أعلى من ٢ أو ٤ ميغابايت) مما يساعد في تحسين عملية الاتصال والتواصل في التعليم من بعد، والعمل على إصدار مراسيم عن وزارة الاتصالات لإنشاء باقات للإنترنت خاصة بالتعليم وبأسعار مخفضة، وأهمية إنشاء منصات تعليمية وطنية موجودة في لبنان لتخزين الفيديوات والمحتوى التعليمي للتخفيف من التكلفة العالية للإنترنت نتيجة وجود الخوادم الخاصة بالمنصات التعليمية العالمية في الخارج، ووجوب أن تتم عملية التعليم من بعد فقط عبر الشبكة الأرضية أي "​أوجيرو​" ومعالجة المشاكل التقنية المرتبطة بها، والتأكد من استفادة المواطنين من الحسومات التي قدمتها وزارة الاتصالات لمقدمي الخدمات أسوة بالمشتركين في ​هيئة أوجيرو​ فيما يتعلق بخدمة ​الإنترنت​، وأهمية الأخذ في الاعتبار موضوع الأمن السيبراني في أي نظام إلكتروني مخصص للامتحانات من بعد، وتطوير البحث الإكتروني وأنظمة الامتحانات الإكترونية وتقييم النتائج ونشرها، وإنشاء منصات رقمية متطورة ومجانية لتسهيل تنقل الطلاب والباحثين وتنظيم الفعاليات العلمية وورش العمل خلال فترة الأزمات".

وعلى المستوى التطبيقي والممارسة "لابد أن يجمع التعلم الإلكتروني بين التعلم المتزامن وغير المتزامن، ويجب أن يكون التعلم الإلكتروني متمحورًا حول الطالب، ويجب أن يشعر الطلاب في غرفة الصف الافتراضية أن المعلم حاضر، ويتم تسهيل ذلك من خلال تشغيل الفيديو، ويجب تسجيل المحاضرات وأرشفتها حتى يتمكن الطلاب الذين لم تسمح لهم فرصة حضور الجلسات المتزامنة من مشاهدة الجلسات لاحقًا، وهو أمر مهم لتوفيروصول متساوٍ للتعلم للجميع وخصوصًا للطلاب الذين يعانون من مشاكل في البنية التحتية، ويجب على المعلم إشراك الطلاب في المحاضرة الافتراضية من خلال نهج التعليم والتعلم التفاعلي، وتعزيز التعلم الإلكتروني عند تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، لأن وجود عدد كبير من الطلاب في المحاضرة الافتراضية سيكون ضارًا بجودة التدريس واكتساب المعرفة، وأهمية تقصير مدة المحاضرة الافتراضية لمشاركة أفضل للطلاب، وضرورة العمل على تصميم استراتيجية تقييم للمقررات: تقييمات صغيرة مستمرة طوال فترة المقرر للتأكد من أن الطلاب قد اكتسبوا المعرفة اللازمة (MCQs)، الاختبارات الصغيرة، وفيما يتعلق بمشكلة "الغش" في الامتحانات الإلكترونية، يمكن التغلب عليها من خلال طرح المزيد من الأسئلة التحليلية والنقدية في الامتحانات".