عقدت "لجنة الرعاية الصحيّة في السجون لمواجهة وباء ​كورونا​" اجتماع في بيت الطبيب - فرن الشباك، وناقش المجتمعون وضع السجون الصحّي في ​لبنان​ عمومًا، وفي ​سجن رومية​ خصوصًا، واستمعوا إلى التقارير الصادرة عن المسؤولين الصحيّين فيه من أطبّاء وممرّضين.

وقد تبيّن أنّ هناك 3 مبان نظيفة في سجن رومية، وواحد يضمّ 200 سجين جاءت نتيجة فحوص الـ"PCR" إيجابيّة. كذلك تمّ نقل 17 مريضًا بـ"كورونا" إلى ​المستشفيات​، تعافى 10 منهم، ولا يزال هناك 6 مصابين في المستشفيات وواحد في العناية الفائقة؛ كما أنّ هناك اثنين رفضا الدخول إلى المستشفى.

وتلفت هذه التقارير إلى "عدم تجاوب بعض ​السجناء​ مع التدابير الوقائيّة ورفضهم التقيّد بالإجراءات الصحيّة"، وتُنبّه إلى "الخطر الّذي يشكّله هذا الأمر عليهم وعلى السجناء الباقين غير المصابين، وينذر بتفشّي الوباء داخل أسوار السجن ويخلق كارثة صحيّة جديدة لبنان في غنى عنها".

وفي الختام، أذاع نقيب الأطباء البروفسور ​شرف أبو شرف​، التوصيات الآتية:

1- يستهجن المجتمعون غياب خطّة عمل تشمل كلّ السجون ومراكز الاحتجاز مع تواريخ محدّدة، قابلة للتطبيق والتنفيذ.

2- يستغرب المجتمعون البطء بتجهيز المستشفيات وخصوصًا "مستشفى ​ضهر الباشق​" لاستقبال حالات السجناء الّتي تستوجب المعالجة الاستشفائيّة، ولا يزال تجهيز مستشفيات حكوميّة خاصّة بـ"كورونا" للسجناء وبقيّة المواطنين دون المطلوب، علمًا أنّه إذا لم يتأمّن هذا الأمر خلال أسبوعين فقد نكون أمام كارثة صحيّة، ليس في السجون فقط بل في كلّ لبنان.

3- نحذّر أنّنا قد نكون أمام كارثة صحيّة إن لم نسرع باتخاذ التدابير الصحيّة الضروريّة، علمًا أنّ هناك مستشفيات حكومية بالإمكان تجهيزها خلال هذه الفترة، كي لا نصل إلى حائط مسدود.

4- نشدّد على إعطاء لقاح "​الإنفلونزا​" للمساجين، وخصوصًا لكبار السن منهم ومَن يعانون من أمراض مزمنة. وهنا توصية أيضًا بعدم إعطاء اللقاحات إلّا بَعد مراجعة الطبيب المختص.

5- ضرورة تجاوب ​المستشفيات الحكومية​ مع قوى الاأن الداخلي بالسرعة القصوى، وتجاوُز الروتين الإداري لمعالجة السجناء المصابين. مع الإشارة إلى وجوب تسديد كلفة نفقات علاج المساجين من قِبل ​وزارة الداخلية والبلديات​.

6- البدء ببناء سجون جديدة سيّما ما هو مقرَّر في بلدة مجدليا، خصوصًا على ضوء ما يشكو منه السجناء من وضع لا إنساني بسبب الاكتظاظ غير المألوف. فرغم أنّ ​وزارة العدل​ و​مجلس القضاء الأعلى​ و​نقابة المحامين​ عملوا على تسريع المحاكمات، وأطلق سراح نحو 1500 سجين عن طريق المحاكمات عن بُعد أو تقديم طلبات ​إخلاء سبيل​ بواسطة الهاتف، لكن الوضع لا يزال سيّئًا.

7- خَصّص "​البنك الدولي​" مساعدات بقيمة 39 مليون ​دولار​ لمساعدة لبنان في مواجهة "كورونا". نسأل: أين وكيف صُرفت هذه الأموال؟ ونطلب صرفها فورًا ومن دون أي مهلة لتجهيز المستشفيات العلاجيّة لوباء "كورونا".

تجدر الإشارة إلى أنّ ​نقابة الأطباء​ قدّمت لائحة بأسماء 4 أطبّاء لمساندة الطاقم الطبّي الموجود في سجن رومية، لتسهيل العمل وتكثيف المراقبة ودعم الوقاية.

شارك في الاجتماع: أبو شرف، نقيب المحامين ​ملحم خلف​، نقيبة الممرضات والممرضين ​ميرنا ضومط​ ومديرة النقابة ناتالي ريشا، البروفسورة نادين يارد من "الجمعية العلمية للأمراض الجرثومية"، ورئيس "الجمعية اللبنانية للطب العام" الدكتور حبيب حزقيال.