كما كان متوقعاً خرج ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ امس لتأكيد حصول الاستشارات و​تكليف​ الرئيس ​سعد الحريري​ بتأليف ​الحكومة​ اليوم، بعدما باتت كلفة التأجيل اكثر بكثير من كلفة التكليف ولو لم يتبعها تأليف سريع للحكومة.

وتقرأ اوساط بارزة في ​8 آذار​ كلام ​الرئيس عون​ في إطار وضع ​الكتل النيابية​ امام مسؤولياتها ولا سيما من هم في صفوف المعارضة. وكذلك الحريري وكل من يحاول ان يغسل يديه مما جرى قبل 17 تشرين الاول وكذلك محاولة التسلق على ظهر "ثورة تشرين" والالتحاق بركبها للقول ان من يتحمل مسؤولية ما جرى ​الاكثرية​ وتحالف "​الثنائي الشيعي​" و"​التيار الوطني الحر​" ورئيس الجمهورية.

ورغم ان إطلالة عون كانت متوقعة في 31 تشرين الاول في ذكرى انتخابه الرابعة وليقدم في اطلالة متلفزة جردة سنوية بانجازات العهد السنوية (ترجح اوساط قريبة من ​بعبدا​ ان يكون لعون اطلالة في 31 تشرين الاول بمناسبة ذكرى دخول العهد ​السنة​ الخامسة من الولاية) ، لكنه ارتأى ان يطل قبل ساعات من ​الاستشارات النيابية​ ليؤكد انها ستحصل وسيحصل تكليف للمرشح الوحيد لترؤس الحكومة ولكن دون هذا التكليف وبعده التأليف صعوبات جمة على الجميع ان يدركوه وانها لن تكون نزهة في حال اصر الحريري والآخرون على انتهاج نهج البريء والمتبرأ من كل موبقات المرحلة السابقة.

كما يوحي في طيات كلامه وفق الاوساط اننا سنكون ايضاً امام مرحلة صعبة من التأليف الى المهام الجسام الملقاة على عاتق ​الحكومة الجديدة​.

في المقابل تؤكد الاوساط ووفق المعلومات المتداولة في كواليس التكليف ان لن تكون مهمة الحريري اليوم "نزهة" بعد تكليفه رسمياً، لا سيما ان حزبين كبيرين سيمتنعان عن تسميته الاول هو "التيار" ورئيسه النائب ​جبران باسيل​ والذي حسم ان كل الحزبيين والملتزمين في "حزب التيار الوطني الحر" وكتلة "​لبنان القوي​" لن يسموا الحريري فيما تركت الحرية لغير الحزبيين والملتزمين وهم ​الطاشناق​ وغيرهم من المستقلين ال​مسيحي​ين. في حين يميل "​حزب الله​" وفق الاوساط الى عدم تسمية الحريري والتضامن مع حليفه باسيل. كما لن تصوت كتلة "القومي" و"​اللقاء التشاوري​" والنائب ​طلال ارسلان​ للحريري و"​القوات​"، علماً ان كتلة "ضمانة الجبل" هي من ضمن كتلة باسيل. وبالتالي سيحصل الحريري على اصوات كتلتي الرئيس ​نبيه بري​ والنائب السابق ​وليد جنبلاط​ و"الطاشناق" و"​المردة​" وستكون الاصوات اقل من الاصوات التي كلف بها الرئيس ​مصطفى أديب​ وحتى الرئيس ​حسان دياب​ والذي كلف بـ69. واذا لم تحصل مفاجآت فإن عدد الاصوات التي سيحصل عليها الحريري وفق الاوساط

لن يتجاوز الـ65 صوتاً، وهذا يعني ان دياب كلف من غطاء سني والحريري كلف من دون غطاء مسيحي.

وتشير الاوساط الى ان هناك رسالة واضحة من "حزب الله" وباسيل للحريري ان التكليف الهزيل مرده الى المسؤولية التي يتحملها الحريري في الحكومات السابقة والممارسات في ​المصارف​ والسياسات المالية وإدارة مؤسسات ​الدولة​ وبالتالي لا يمكنه نفض يديه ببساطة ورمي المسؤولية على العهد وباسيل و"حزب الله" لمجرد انه استقال من الحكومة في 29 تشرين الاول 2019 وتمسك بحكومة مستقلين او اختصاصيين. فمن اين يؤتى بالوزراء من ​المريخ​؟

وتقول ان بعد التكليف ستكون المهمة الاصعب وهنا ستكون المهمة شاقة امام الحريري المتمسك بشروط تعجيزية لن تقبل الكتل السياسية بها من طرحه حكومة اختصاصيين غير حزبيين. وهو رئيس اكبر كتلة سنية ورئيس الحزب السني الاكبر ويريد استبعاد أكبر رئيس حزب مسيحي واكبر كتلة مسيحية كما يشترط تسمية وزراء الكتل التي ستمنحه الثقة والاخطر وفق الاوساط ان الحريري يريد شيكاً على بياض في التأليف وما بعد التأليف في ​سياسة​ الحكومة الاقتصادية وتنفيذ اجندة ​البنك الدولي​ و​الخصخصة​ وبيع مقدرات الدولة ووضعها في ما يسمى بالصندوق السيادي لضخ بين 9 و12 مليار ​دولار​ وهذا امر مرفوض من قبل فريق 8 آذار و"حزب الله".