علمت "الجمهورية" انّ البحث في ملف تشكيل ​الحكومة​ إنتقل من مرحلة التقدّم الى مرحلة التفاهمات، بعد اللقاء الثالث امس بين ​الرئيس ميشال عون​ ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، الذي أُحيط بتكتم شديد، إن بالشكل لجهة التوقيت والاجتماع الذي بقي بعيداً عن الانظار، وإن لجهة المعلومات التي رشحت منها.

لكن "الجمهورية" حصلت على معطيات تؤكّد انّه جرى البحث في شكل الحكومة، بحيث اقتنع الحريري من ​رئيس الجمهورية​ بحكومة عشرينية، بعدما كان متمّسكاً بحكومة من 18 وزيراً. والنصيحة التي تلقّاها تتعلق بالمقعد الدرزي الثاني في الحكومة، والذي نصح ان يعطيه الى "الحزب الديموقراطي" بالتوافق مع النائب ​وليد جنبلاط​، حتى لا يكون هناك شرخ سياسي درزي داخل الطائفة.

ولا شك في انّ الاحاديث عن اجواء ايجابية سادت لقاء النائب ​طلال ارسلان​، الذي زار رئيس الجمهورية في ​بعبدا​، وايضاً زيارة الوزير السابق ​وئام وهاب​ الى بعبدا، تصبّ في هذا الاطار.

وفي معلومات "الجمهورية" أنّ المراحل التي تمّ تجاوزها وإن بشكل غير نهائي، هي اولاً شكل الحكومة، بحيث تمّ الاتفاق على انّها حكومة اختصاصيين غير حزبيين وحجمها، اي حكومة عشرينية، وستعتمد المداورة الشاملة في الحقائب السيادية ما عدا ​وزارة المال​ التي ستُسند الى الثنائي، على ان تكون ​وزارة الداخلية​ من حصّة "​التيار الوطني الحر​"، و​وزارة الخارجية​ من حصّة الرئيس المكلّف اي للطائفة السنّية، و​وزارة الدفاع​ تبقى لرئيس الجمهورية على ان تخضع لمداورة ​الطوائف​.

أما بالنسبة الى الحقائب الأخرى التي تُعتبر خدماتية من الصف الاول، والحديث يدور هنا حول وزارات: "​الطاقة​، الصحة، الاشغال، ​الاتصالات​، التربية و​العدل​"، فقد جرى اتفاق مبدئي على ان تُسند "الطاقة" للرئيس المكلّف ويأخذ "التيار" مقابلها ​وزارة الاشغال​، نظراً لأهمية هذه االوزارة في هذه الفترة، ولا سيما موضوع ​المرفأ​ واعادة اعمار ​بيروت​. و"التربية" مبدئياً ستُسند لإسم قريب من النائب وليد جنبلاط، ويجري التفاوض حالياً حول الحقائب الاخرى. علماً انّ "​حزب الله​" متمسك ب​وزارة الصحة​، لكنه اكّد انّ هذا التمسّك لن يعطّل ​تشكيل الحكومة​ او يشكّل عقبة، اي انّه منفتح على كل ​النقاش​ والتفاوض.