اشار المدير العام للامن العام ​اللواء عباس ابراهيم​ في حديث لمجلة "​الامن العام​" حول زيارته ​واشنطن​ في 14 تشرين الاول الماضي، الى ان "الزيارة ناجحة بكل المقاييس شكلا ومضمونا، وبالنسبة الى الاهتمام الاعلامي فهذا الامر له علاقة بمستوى الشخصيات التي التقيتها من ناحية، ومن ناحية ثانية الاهمية ان تمنح "جائزة انسانية" للمرة الاولى من مؤسسة محترمة ومرموقة ومعروفة لدى الشعب الاميركي الى غير اميركي، ما يجعل للموضوع بعدا دوليا اكثر منه داخليا. اضافة الى اهمية ملف ​المفقودين​ الاميركيين وتأثيره على مجرى ​الانتخابات الرئاسية​ الاميركية حاليا، وهو ما اعتقد كثيرون نتيجة الجائزة وتوقيتها انه سبب الزيارة".

وشدد اللواء ابراهيم على ان "المحادثات كانت صريحة وواضحة وجرت بشفافية مطلقة، و​لبنان​ هو الهم الاساسي ومصالحه كانت الاولوية كما في كل مكان قصدته. ومن المهم القول ان كل من التقيتهم كانوا مهتمين بالاستماع الى تقييمنا للوضع بشكل عام في لبنان والمنطقة. وكان الحديث في الوضع السياسي لما له من انعكاس على الوضع الامني بشكل مباشر". ولفت الى ان "هناك اهتماما حول الدفع في اتجاه الحوار كسبيل وحيد لحل مشاكل المنطقة ولبنان، لأن القوة والضغط لن ينتج عنهما الا مزيد من الاهتزازات في المنطقة، وقد لمست كل الحرص على الاستقرار الامني في لبنان من جميع من التقيتهم".

وذكر بانه "ربطا بالاستقرار في لبنان، تبدي ​الولايات المتحدة الاميركية​ استعدادها للمساعدة، وهي تنظر باحترام الى الجهد المبذول من القوى المسلحة اللبنانية في هذا المضمار، وهذا ما يجعلها مصممة على التعاون الامني".

واعتبر بان "​سوريا​ تشكل جزءا مهما من المنطقة، وما يجري فيها يتأثر به لبنان الى حد كبير، انا سبق وقلت اننا ناقشنا الوضع غير المستقر في المنطقة وانعكاسه على لبنان وعلى كل المستويات. اما بالنسبة الى العلاقة الاميركية – السورية، هذا شأن الدولتين وليس شأن اي مسؤول لبناني. لكن ليس سرا اننا كجهاز امني رسمي ساعدنا الرعايا الاميركيين القاطنين في سوريا اخيرا، بناء على رغبة اميركية، في العودة الى بلادهم عبر لبنان بشكل آمن ومريح. بالاضافة الى موضوع المفقودين الذين نعمل عليه تاريخيا وبكل الاتجاهات، مع الكثير من الدول".

وذكر اللواء ابراهيم انه "بالنسبة الى الجائزة من جانب "مؤسسة ​جيمس فولي​" او التكريم فهي شرف لي، خصوصا وان التكريم يأتي من مؤسسة انسانية تعني بمواضيع انسانية بعيدا من ال​سياسة​ ومنزلقاتها. هذه المؤسسة الكريمة التي يدل اسمها على توجهاتها، والتي تحمل عنوان شخص نستطيع ان نقول انه شهيد كونه قدم روحه بينما كان يحاول نقل الحقيقة عن ممارسات داعش وارهابها. هذا الشخص هو جيمس فولي. وقد التقيت والدته التي تضع عنوانا كبيرا لمؤسسة تحمل اسم ابنها. هذا العنوان هو ​الانسان​ية والانسانية فقط. من هنا ارى ان هذه الجائزة هي تكريم للبنان الانسان، لبنان الحوار، لبنان ​المحبة​، لبنان الذين نشأنا وترعرعنا، في ظل هذه المبادئ، تحت سقفه. كان لهذه الجائزة ان تعيد الى لبنان على مستوى ​العالم​ هذا الدور الذي يليق به تنوعا وتفاعلا مع مختلف حضارات العالم. فلبنان يستحق".