الى شارع الهام فريحة في ​الحازمية​ وصلت المواطنة باسكال ب. مساء الإثنين بهدف المشاركة في إجتماع عمل. ركنت سيارتها في الموقف وعبرت الطريق العام ولكن، قبل أن تنهي الأمتار الاخيرة الفاصلة بين الشارع ومكان الإجتماع، تعرضت للنشل من قبل شابين يستقلان ​دراجة نارية​. إقترب سائق الدراجة منها من الخلف ما سمح لشريكه الجالس على المقعد الخلفي بنشل حقيبة يدها الأمر الذي جعلها تسقط أرضاً وتتعرض لرضوض عدة في جسمها.

عندما نقرأ خبراً كهذا، نطرح على أنفسنا قبل الآخرين أكثر من سؤال وسؤال أبرزها، لماذا الكتابة عن عملية نشل عادية علماً أنه يحصل يومياً وفي أكثر من منطقة لبنانية؟.

أما الجواب، فلأن عملية النشل الأخيرة ليست الأولى من نوعها في الشارع ذاته لا بل سبق أن تكررت وبوتيرة أسبوعية خلال الأشهر القليلة الماضية.

أسوأ ما في هذه السرقة أولاً، هو عدم إتخاذ الإجراءات الأمنية المشددة في الشارع المذكور لمنع تكرار عمليات النشل والسرقة فيه علماً أن في الشارع تجمّعًا للمطاعم وهو يشهد حركة ناشطة ليس فقط خلال عطلة نهاية الأسبوع. وثانياً ما تردد في الكواليس الأمنية عن أن السارقين إعتادوا على رمي الحقائب المسروقة بعد تفريغها من محتواها في مكان محدد من إثنين، إما في بلدة الحدت وإما في ​فرن الشباك​، أما الأمر الثالث السيء، فهو عدم وجود ​كاميرات مراقبة​ في الشارع المذكور نظراً الى كونه يقع ضمن المنطقة الأمنية المحيطة ب​وزارة الدفاع​ و​القصر الجمهوري​، وإذا وجدت في الشارع المذكور كاميرات مراقبة خاصة بأحد ​المصارف​، فإدارة هذا الأخير لا تقبل بتفريغ محتوى الكاميرات على إعتبار انها غير متضررة مما حصل.

في المحصلة، تعرضت مواطنة لبنانية بريئة للنشل والسحل على أرض الحازمية، لكن الأهم أنها ليست الضحية الأولى لهؤلاء النشالّين الذين ينشطون في الشارع المذكور، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة إذا بقيت الإجراءات على حالها، لا حواجز ليلية للبلدية في هذا الشارع ولا دوريات ل​قوى الأمن الداخلي​، لا كاميرات مراقبة ولا ​توقيفات​ بعد في هذا الملف، الأمر الذي يشجع عصابة النشل هذه على الإستمرار بنشاطها وفي الشارع عينه وهي مطمئنة كامل الإطمئنان لناحية عدم كشف أمرها وتوقيفها.

كل ذلك وهناك في ​السلطة​ من لا يزال يعد المواطنين ب​مكافحة الفساد​ وإستعادة ​الأموال المنهوبة​ وبالتدقيق الجنائي ومكافحة التهريب وبناء معامل لإنتاج ​الطاقة الكهربائية​ وبتحسين خدمة الخليوي وضبط أسعار المواد الغذائية ومنع إحتكار ​الأدوية​ وتخزينها وتهريبها، وهو فعلياً غير قادر على فرض الأمن في شارع في الحازمية، إذا أردت أن تزوره عليك أن تأخذ كامل الحيطة والحذر وكل الإحتياطات اللازمة كل ذلك لكي تخرج منه سالماً وحاملاً بيدك ما كنت تحمله وأنت تدخل اليه.